رسالة القطة مشمش من غزة إلى العالم
د. إيهاب بسيسو | رام الله – فلسطين
القطط العزيزة حول العالم. أكتب إليكم كنجاة من مذبحة ليلة أمس في حي RL-Remal بغزة.
قد تتفأجا أو حتى تهتز، لرؤية هذه الصورة لي التي أظهر فيها كما لو كنت استحممت بالغبار. في الحقيقة كنت أمر بجوار مبنى تم قصفه بقذائف ثقيلة الليلة الماضية. تعلمت أنه لم ينج أحد من العائلة الحية هناك. أنا الوحيد الذي تمكن من الهروب من تحت الأنقاض.
أتساءل لماذا التقط المصور هذه الصورة لي، أنا حتى لا أملك حساب فيسبوك حتى أشاركه؟!
أخبرني الكثير من أصدقائي أن حساباتهم على الفيسبوك مقيدة لأنهم ينشرون صورا تظهر الرعب في غزة.
هذا الكاتب – صاحب هذا الحساب – تطوع لتمرير رسالتي لك، وافقت عندما قال لي إن له أهلا وأصدقاء في غزة وهم يقلقون على سلامتهم.
فلما رأى صورتي على بعض حسابات الفيس بوك بغزة قرر الاتصال بي لتقديم أي مساعدة ممكنة فكرت فيها وأخيرا قررت استخدام حسابه لنشر هذه الرسالة.
عذرا إن كانت صورتي تزعج مساءكم الهادئة في هذا الطقس الجميل ولكن فكرت في إخباركم أولا أن ليس كل القطط في غزة تمكنت من النجاة من هذا القتل المستمر الذي انتشر طوال الأسبوع الماضي وما زالت تنتشر في مناطق مختلفة في غزة حتى هذا الوقت.
وهكذا، فإن القطط العزيزة في جميع أنحاء العالم تحتاج إلى رفع أصواتكم – كعائلتي الممتدة على هذا الكوكب – ضد هول الاحتلال الذي لا ينقذ أي لحظة دون استهداف حياة القطط في غزة.
يجب أن نؤكد لكم من ناحية أخرى، كقطط غزة، نحن ذاهبون إلى أي مكان ولن نهرب أو نهرب من المدينة من الزمن المدمر الذي نمر به خلال هذا الصراع.
في الحقيقة سنبقى في هذه الأرض الجميلة المسماة فلسطين وسنظل نعيش حتى ينتهي الاحتلال.
في الملاحظة الأخيرة، بالتأكيد ليس لدي مكان للنوم هذا المساء ولا مكان لتناول الطعام ولكنني سأعود إلى حيث كانت الأسرة المذبوحه تعيش وتغرم مكانا من نافذة مكسورة للنوم. نافذة كنت أعبرها في مشيتي اليومية وأرى عائلة سعيدة خلف الزجاج. أيام زمان كانوا يقدمو لي الطعام والماء والملجأ.
أعزائي القطط حول العالم أتمنى لكم مساء الخير وحياة سعيدة بدون احتلال واعتداءات عسكرية قاتلة حيث ولدت وتربيت وأعيش.
لا تنس أن ترفع صوتك ضد الظلم في فلسطين.
خاصتك Mishmish (مشمش) قطة من غزة في فلسطين
