وسادة  حجريّة لأمل دنقل

مازن دويكات | نابلس – فلسطين

غبارُ الجنوبِ على جبهتي لا يزالْ

على عجلٍ تستفيقُ السحابةُ من شهوتي

أيها الوردَ، اخرجْ قبيلَ الهطولْ

فأمي تقولْ

تأخرتَ وهي التي نذرتك

بقافيتي لربيع الشمالْ

تصدَّق بي لصعاليك مقهى

وقلْ إن صوتي تجرَّحَ، ماذا أصابَ المهلهلَ ^

كيْ يعقدَ الصلحَ في خيمةِ الاحتلالْ.

كأن الجزيرة ملهى

وراقصةُ الرومِ، تأوي إلى ردفها

شهقةُ الجندِ، عمي صباحاً مضاربَ تغلبَ

جفتْ دموعُ اليمامةِ، شابتْ ضفيرتُها

ودماءُ كُليبٍ تفوَّر فوق الرمالْ

تعمدتُ في النيلِ حتى تقطَّر من أخمصي ماؤه

ربما أخرجُ الآن من حجرٍ في أقاصي التلالْ

وأهتفُ لستُ أنا من ترون

وإن شاب نبضي جموحُ الصعيدْ

أنا “اسبارتوكس”، وقافيتي سلمٌ  ^

لنجاة العبيدْ

وأمي تصيحُ: اخرجوا واتبعوا القتلة

وصلوا الحقلَ سربَ جرادْ

وماذا تبقّى لخابيتي

فلم يتركوا سنبلة

وصلوا، صعدوا درجَ الروح ِ

فرّ الحمامُ

وما عاد يهدلُ فوق السطوحْ

وكم مرة بدّلوا في كلام ِ

رسائله الزاجله

واستباحوا النشيدْ

وما من وصولْ

وأمي تقولْ:

رأيتُ دماءَ أبيكُم تُلونُ زهرَ الحقولْ

وتمشي بموكبه المرحلةْ

لن أصل بعد،

لست أرى من جنوبي البعيدْ

سوى قمرٍ  غارقٍ في الظلالْ

……

هامش:

^ إشارة إلى قصيدة أمل دنقل ” لا تصالح”

^ إشارة إلى قصيدة أمل دنقل ” اسبارتاكوس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى