ببساطة شديدة نحن لن نفنى
د. إيهاب بسيسو- رام الله – فلسطين
لن ينجح هذا الاستعمار بإنهاء وجودنا على أرضنا كوننا نؤمن بأن أي مشروع استعماري يولد عادة ليفشل مع الوقت في أن يكون صورة حقيقية للأرض المُستعمَرَة رغم اعتماده الكلي على سطوة الماكينة العسكرية وتنوعات ايديولوجيا المحو والإبادة العنصرية الممنهجة.
في المقابل إن مشروع أي مقاومة يولد عادة ليستمر ويكبر وهذا منطقي بالنظر إلى حصيلة العقود الماضية وما تخللها من دروس وملاحم وانكسارات وبطولات شكلت في مجملها خلاصة الفكرة وتبلورها عالمياً في الفعل الفلسطيني المقاوم …
الاستعمار رغم تفوقه الظاهر عبر مراحله المختلفة إلا أنه لا يلبث أن يتحول مع الوقت إلى عبء استراتيجي وأخلاقي وفكري، عبء من الصعب إيجاد تبرير له عالمياً أو مجاراة لروايته الاستعمارية، فتبدأ روايته في الانحسار لصالح رواية الحرية للشعوب المضطهدة.
في المقابل تبدو المقاومة ورغم قدراتها المحدودة في مواجهة الاستعمار قادرة مع الوقت على خلق مساحات مختلفة تجعل في أبسطها من الفعل اليومي والصمود الشعبي والثقافي والوطني فعل مقاومة.
لذا نجدنا اليوم رغم كل الخيبات والتوتر والأزمات عبر المراحل المختلفة أمام جيل جديد من الفلسطينيين أكثر عناداً وقدرة على انتزاع الحق الوطني بكل شموخ.
جيل أدرك بالفطرة العفوية معنى الانتماء لبيت وفكرة وجغرافيا وتاريخ وحاضر يسمى الوطن ومعنى أن يكون النضال الوطني بوصلة للعمل في كل الاتجاهات رغم الكثير من التعقيدات على الطريق …
جيل في القدس ويافا وعكا وحيفا والناصرة واللد وبئر السبع وغزة ومدن الضفة كلها …
جيل على امتداد هذه الخارطة يصنع مجد اللحظة بكل شموخ وكبرياء …
المقاومة لا تُهزَم في تعاقب الأجيال المناضلة
المقاومة تَهزِم وتَهزِم وتَهزِم
وتستمر في مراكمة الفعل النضالي من أجل الحرية.
فلسطين اليوم تسترد صورتها من الذاكرة وتسرع لمعالجة عقارب الساعة من خلل مؤقت ليعود الوقت مندفعاً من التاريخ إلى الحاضر ماراً بكل نضالات الشعوب التي شكلت خارطة فكرية وثقافية في الهند وجنوب افريقيا والجزائر وفيتنام وأمريكا اللاتينية
والعالم العربي وجميع الشعوب المضطهدة حول العالم …
١٨ أيار ٢٠٢١ إضراب شامل في فلسطين
رسالة تاريخ وذاكرة
وفعل نضال ومقاومة