رحـيل

سماح الأغا | سوريا

وكأنَّ البُعدَ قد راقَ لك
فآثرتَ الرّحيلَ
بعيداً عن أحضاني
يقتاتُكَ الأسى
في منفاكَ الحزينْ

أخبرْني
هل طابَ لكَ طولُ الثّواءِ
على روابي التّعاسةِ؟!
أما أضناكَ الأنينْ؟!
هل استسغْتَ الحنظلَ
بعد شهدي ؟!
أخبرْني
ياوجعَ السنينْ

ابتعدْ قدرَ مااستطعت
فطيفي حارسُك
وشمسي تظلِّلكَ
وقلبي يلهجُ باسمكَ
يامن تسرَّبتَ
في دمِ الوتينْ

هناك بعيداً
حيث نأيتَ
تجدني خفراً
وعيناً تحرسك
دثارَ سعادةٍ يدفئك
في وحشةِ
ليلٍ أرَّقهُ الحنينْ

تعالَ
أمطرْ فرحاً في شحوبِ المدى
فكلِّي يناديكَ
وبعضي يرتجيكَ

أيا هارباً من جِناني
كفاك تظاهراً بالغياب
فأنت هنا بينَ نبضي وأنيني
أقربُ من هدبي لعييني

تعالَ
وانثر عبيرَكَ
في فراغِ القواريرِ
فأشياؤك بين الحنايا لمّا تزلْ
لاجدوى من الرَّحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى