لقاء في الحلم

محمد حسين | فلسطين – دمشق

كان ليلاً مثخناً بالأحلام، شيء ما يقفز كالأرنب في حضن نسمات غطائه، يحيله إلى شظايا من الأشواق القاسية ،لم يستطع التميز بين الأمكنة المتداخلة، حاول جاهداً أن يضغط على زناد الذكريات العصية على النسيان، يرتبها كأحجار الشطرنج حتى يتسنى له معرفة المكان والزمان والروح التي تهاجمه في هذه الليلة الطويلة، استفاق بعد أن بلل العرق جسده، كانت الساعة تقترب من شهقة الفجر الأولى، هرول نحو دفتره الصغير حيث يسجل الأحداث الفارقة، قلّب صفحاته كأنّه يعدّ سنين حياته الماضية، توقف عند صفحة مكتوبة باللون الأحمر، تذكر ذاك اليوم المحفور فوق أهداب الليل.
إنّها هي مملكة فرحي الصاعد من رحم الأحزان، حلمي المسوّر بنياشين القلب، خلد إلى النوم ثانية، صرخ بصوت متهدج.
تعالي إليّ لنمارس طقوس الجنون قبل أن يستفيق حراس أرواحنا..
تعالي إليّ لا وقت للكلمات المنسابة على صدر القصيدة، لا وقت لفيروز وفنجان القهوة ، لا وقت إلا للوقت وحفنة الهذيان المسموحة من بين الحصار.
تعال أنتَ…
انسج من الريح قلادة لصدري المثقل بالطعنات، اضغط بإبهامك فوق جرحي المفتوح على العناق.
اشبك يديك في يدي لنمسح رأس الزعتر البري الغافي فوق جبال حيفا وهضاب الكرمل،
تعا لنعاتب البحر قليلاً فقد أرهقتنا سنين الحنين، لنضمد جروح الزمن ونرقص على أنغام أنفاسنا المسافرة مع الحلم كصوت عميق صاعدٍ من ثنايا الجنون.
اذهب أيها التوقيت المعاكس قليلاً لنرتشف ما تبقى لنا من الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى