قصص قصيرة جداً
حسني نجار | أديب سوري مقيم بسلطنة عُمان
الشهيد
رسمتْ صورة والدها الشهيد، ولم ترسم له أذنين، حتى لا يسمعها وهي تبكي على فراقه.
غربة
قرر الرحيل عن شظف العيش في وطنه إلى بلاد بعيدة لينعم بحياة هانئة. في المطار قابل صديقه عائداً من تلك البلاد يجرّ أذيال الخيبة، وحقائبه فارغة من كل شيء.
عقوق
وضع ابنه في حضنه يداعبه ويناغيه، وراح يحلم باليوم الذي سيكبر فيه ويعينه على نوائب الدهر، وطال به الحلم إلى أن استفاق فوجد نفسه في مأوى العجزة.
عازف الكمان
عزف مقطوعته الموسيقية على مقام الصبا، عم الحزن أرجاء القاعة، وبكى الجميع، إلا عازف الكمان ضحك فخوراً بقوة تأثيره.
براءة
فتح الطفل حصالته وتوجه إلى النجار واشترى عصاً.. أهداها لوالده في عيد ميلاده بدل التي كُسِرتْ وهو يضربه بها.
ويلات الحرب
قدّم له موظف الإغاثة معطفاً ونعلين، أعاد إليه نعلاً واحتفظ بالثانية قائلاً: تكفيني واحدة، فليس لي قدم أخرى.
زهايمر
طلب من الصيدلاني دواء لعلاج النسيان، بعد يومين من استخدامه تذكر كل شيء، عاد إلى الصيدلاني وطلب دواء لمزيد من النسيان.