قصيدة
تركي عامر – حيفا – فلسطين
خَرَجْتُ مِنَ الحُلْمِ فَجْرًا.
مَسَحْتُ السِّجِلَّ. بِلَمْسَةِ زِرٍّ.
دَخَلْتُ. فَتَحْتُ البَرِيدَا.
لَعَلِّي أَجِدْ نَفَقًا يَشْتَرِينِي
بِسِعْرِ مُرِيحٍ،
لِأَبْتاعَ ضَوْءًا جَدِيدَا..
يُمَزِّقُ هٰذا الظَّلامَ العَنِيدَا.
تَصَفَّحْتُ كُلَّ الرَّسائِلِ حَرْفًا
بِحَرْفٍ. وَجَدْتُ أخِيرًا،
رِسالَةَ حُبٍّ تُغَنِّي..
بِلَهْجَةِ حُزْنٍ شَدِيدَةْ:
أَعِنِّي رَجاءً صَدِيقِي!
شَرِقْتُ بِرِيقِي.
فَثَنَّتْ: أرِيدُ التَّخَلُّصَ مِمّا
يُكَوِّرُ بَطْنِي. أنا ابْنَةُ بَيْتٍ عَرِيقٍ،
وَما مَسَّنِي رَجُلٌ في حَياتِي،
وَلَمْ أَكُ يَوْمًا بَغِيًّا شَرِيدَةْ.
وَثَنَّتْ بِرُعْبٍ يَسُدُّ طَرِيقِي:
أخافُ الخُرُوجَ مِنَ البَيْتِ سَطْرًا
قَصِيرًا. أَعِنِّي لَعَلِّي أعُودُ كَما
كُنْتُ مِنْ قَبْلُ بِنْتًا سَعِيدَةْ!
بَكَيْتُ مُجامَلَةً،
بِدَمٍ بارِدٍ قُلْتُ: سَيِّدَتِي،
لَيْسَ كُلُّ انْتِفاخٍ نُسَمِّيهِ حَمْلًا،
وُكُلُّ ظُهُورٍ لِأَيِّ كَلامٍ..
قَصِيدَةْ.