وطنا كان وما زال يغنى
ماجد الدجاني- أريحا – فلسطين
خيل الريح تجيء تروح
وتصهل من خلف الأبواب
والبحر العاصف يرغي يزبد
لكن سفين الرفض بروحي تمضي
تمخر كل عباب
صرخت حبة زيتون تحترف الحب
كفى شؤما لن نبكي بعد اليوم
ولن نصرخ بالروح قفا نبك
وحملت زهرة ليمون كل الفقر الوطني
وكل القحط … وكل العقم برحم الوطن وما ارتحلت
والريح كما كانت ما زالت
تتقن تهريب الحب من الشرق الى الغرب
تهتف بلهاة الكنفاني
ألا دقوا يا من أنتم في البرميل
وتخرج يوسف من ظلمات الجب
هل نترك طرقات الحب
مغطاة بالعشب البري وبالشوك؟
سألت زهرة لوز بيضاء البسمة
فأجاب الزعتر في طرقات القدس:
… رغم الفقر فلست غريبا
تعرفني دوريات البيدر
ونسيم الصبح العبق وألوان الشفق
وخد الغسق
الأحمر
يعرفني لون الحب … فأين الغربة
ما أجمل ليل الوطن
ويحلو الوطن ولو في الوطن الخنجر
يعرفني جوع الأرض
كما يعرف سرب الأسماك الطرقات البحرية
وشقوق التربة تعرفني وتشاركني
لذة كاس الكرب
وفرح الشوك على الدرب
المال بأرض الغربة وطن
فلنشرب كاس الوطن الأخر …
كأسا يا وطنا
مرسوما بجراح الأطفال
وتحمله النسمة كالمنشور السري
وتعرفه السنبلة مثل الحب لتحمله بين ثناياها
كأسك يا وطنا يتمسرح … في مدن اللعنة
ويصير قصائد عافتها الطبعة
وكتابا مقلوب السحنة
وطنا كان وما زال يغنى
تشدوه النسمة
في سحر الجرح
ويبقى الدرب اليومي لأحلام الروض
لأحلام الأطفال
+ + + +
تحمر خدود شقيق النعمان
وتتورد بالعشق
والنحلة تحمل بين جناحيها
منشور غرام سري جدا
تسقط في الدرب شهيدة
فالحب هنا ممنوع
والورد بشكل سري في الفجر يضوع
والمطر هنا يأتي طفرات
وطريق السحب بألغام مزروع
فالغيم عدو غاشم
والمطر بعين العض شتائم
كانت إزهار أريحا تقتات قصائد عشق
كانت تشرب أنخاب الغيم
فصارت تختلس العشق
وترقب نسمات الشرق
لعل الغيم يغير وجهته
قد يأتي الغيم من الشرق وقد يأتي البرق
وبالعتق
+ + + +
كأسك يا وطنا لعنته إيقونة طفلي
لعنته تصطاد الغرباء كلعنة قبر فرعوني
كأسك يا وطنا يتمسرح
يخرج كالفينيق من بين النيران فتيا
من يشرب نخبا في صحة هذا الوطن يصير نبيا
من يضرب ليمون أريحا الخاطئ سوطا
يغدو قديسا ونبيا يغدو بطلا ثوريا
من يرشق جبل التجربة حصاة في عينيه
يصير كجالوت
وما قيد إلى المذبح
كأسك يا وطنا يتمسرح
يا وطنا يجرح
يا وطنا سيزيقي الأبناء
ولكنك في نقل الصخرة للقمة تنجح
الأطفال على تربته تفرح
وعنادله ترفض أن تنزح
كأسك يا وطنا في لحظات اللعنة
يصبح تهريجا فوق المسرح
لكن المقصلة مع العنق المحكومة بالشنق محال تمزح
جفن الشمس من الضوء الساطع لن يتقرح
ولذا نشرب كأسك يا وطن الفرحة بطقوس
موغلة في طرقات الفرح
ونتجرعه بالصمت
وتشرب حبات الطل
بحانات السحر زهور
رغم سموم الموت الأسود
تتفتح