حاولتُ أنا أكون فتاة
د. أحمد جمعة | مصر
من فرط وحدتي
وتكاثر العاطفة في روحي الخائفة
حاولت أن أكون فتاة:
صار فجأة مزاجي سيئًا
ونقيق ضفادع تحت جلد ركبتي
وعظامي دق فيها
الألم،
كانت الآه الطيبة تهرب
من أعماق بطني
وتتهادى ببطء على شفتي
رغبة في ارتياح
بسيط،
كان الدم يسيل من مخيلتي
ويبلل مفارش
وحدتي
سامعًا صرخات طفلتي
-التي تمنيتها-
تلتهم أسفل سرّتي.
جرّبت أن أكون أمًّا:
كان مذهلًا أن أغمض عيني
وأحس بطلقة أليمة
تتسرب من جوفي،
ثم تتابعت بذهول صرخات رقيقة
لطفلة في مخيلتي،
كان جسدي
يتنامى بعاطفة هائلة
وتتزاحم في صدري
الرجفات،
أحسست بذراعيّ يتقوسان مهدًا
أسفل صدري
وعليهما تنام طفلة الحب
والوحدة
والرغبة المشوبة بالألم
والجمال،
كان حليب للراحة التي رجوتها
يتدفق من روحي
وأفكار لحياة سعيدة
تسيل دافئة من عيني.
جربت أن أكون أبًا:
وكان السوط وحده
يقف في مخيلتي المشوهة
حائلًا
بيني وبين
الأبوة!