أيها الرئيس لماذا غادرت المنصة

بقلم: عدنان الصباح

قلت وفي كل مرة ذهب بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليلقي خطابه في الأمم المتحدة إن عليك أن تحرج هؤلاء المتهمين جميعا بالجريمة المتواصلة ضد شعبنا وهم جميعا المسئولين عن هذه الجريمة بقبولهم دولة الاحتلال عضوا كاملا في الأمم المتحدة وبالتالي فإن كل كلمات الرجاء والأمنيات لن تجدي نفعا ولو أن رئيسنا أمسك بالمنصة وأعلن أنه لن يغادرها إلا بتطبيق الشق الخاص بنا في القرارات 181 والقرار 194 وانضم الوفد الموجود في القاعة لهذا الاعتصام فهم جميعا في القاعة مسئولون عن الجريمة ضد شعبنا ولم يحترموا قراراتهم وبالتالي لماذا نحترمهم فلماذا غادرت المنصة يا سيدي الرئيس ولم تضرب عن الطعام هناك أنت وكل أعضاء الوفد المرافق وسترى الملايين عبر الأرض ينضمون إليك فلماذا ولأي غرض اسمى من حريتنا غادرت المنصة ومن هم هؤلاء الذين جلسوا هناك ويستحقون احترامنا.

طاحونة الماء السنوية على منصة الأمم المتحدة لم تعد مجدية ومواصلة استجداء صانعي دولة الاحتلال لم تعد مجدية فالعالم يعرف التاريخ جيدا ويعرف ما تقوم به اسرائيل ضد شعبنا بل وبعضها تقدم دعما لا محدود لإسرائيل المحتلة ويطاب الرئيس تفسيرا لذلك والتفسير واضح وضوح الشمس فالعالم الامريكي هو هذا العالم في الغاء أمة كاملة على ارض القارة الامريكية وعاملوا اهلها على انهم من جنس اخر غير الجنس البشري وبالتالي فان الذين صنعوا صنيعة اسرائيل قبل مئات السنين وبالتالي فان من تسمى بالولايات المتحدة اليوم سعيدة بان هناك على وجه الارض من يقتدي بها.

ماذا ينتظر الرئيس الفلسطيني من هذه الخطابات وهي تتكرر بنفس الكلام ونفس الطاحونة ونفس النتيجة ويواصل اعلانه انه لن يستخدم سوى التفاوض والتفاوض ويتحدث عن مقاومة الارهاب مع المجتمع الدولي وهو يعلم ان هذا المجتمع الدولي باسره متحالفين مع الارهاب الذي يحتل بلادنا وبالتالي فان توقع نتيجة مختلفة من نفس النداء لنفس الجهة وبنفس الاسلوب هو ضرب من المستحيل وبالتالي فان المكلوب من القيادة الفلسطينية ان تعود الى بيتها من جديد وتعيد تنظيم الصفوف على قاعدة الوحدة خلف المقاومة بكل اشكالها ومن كل ما يمكن في مواجهة دولة الاحتلال.

دون شعب فلسطيني موحد ومقاوم فان كل الصراخات ستذهب هباء وبلا معنى وستبقى دولة الاحتلال تواصل كل الجرائم في كل مكان ودون ان يصبح الاحتلال مكلفا فان شيئا لم يتغير على الاطلاق وعلى العكس من ذلك ستمعن اسرائيل وصولا الى جريمة ناجزة بدولة محصورة في قطاع غزة وكانتونات حكم ذاتي بجزر متقطعة الاوصال في الضفة الغربية وضم التجمعات العربية داخل الخ الاراضي المحتلة عام 1948 اليها فالعالم اليوم يهتم بغاز الشتاء لأوروبا اكثر ليس فقط من شعب فلسطين وقضيته ومعاناته بل ايضا من دم الاوكرانيين وعذابات الروس والدول المحيطة ما دامت هذه الحرب تخدم مصالح العالم الإمبريالي الامريكي الذي يقوده صانعي السلاح والمروجين بالتالي لصناعة الموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى