رؤية مصرية جديدة في إحياء القضية الفلسطينية
محمـــــــود الحسيني ـ كاتب مصري
لقد كانت مصر ولازالت بمثابة اللاعب الرئيسى الذى دائما ما يتصدى لمحاولات تهميش القضية، وهو ما يجد جذوره في التاريخ المشرف للدور المصرى منذ بداية القضية، عبر دماء المئات من أبنائها، وكذلك من خلال دور دبلوماسي بارز، يمثل الأساس الذى انطلقت منه كافة الخطوات الذى اتخذتها الحكومات المصرية المتعاقبة منذ السبعينات من القرن الماضى، في ظل دعم كبير قدمته لإنجاح كافة المفاوضات.
ولعل التهدئة التي تحققت بفعل الجهود المصرية، في قطاع غزة والضفة الغربية، في الآونة الأخيرة، ليست أكثر من امتداد للدور الفعال التي تلعبه مصر، حيث سبق لها وأن تمكنت من تحقيق العديد من الاتفاقات المشابهة في الماضى، سواء البعيد أو القريب، وذلك لحماية الفلسطينيين، من نيران الاحتلال وبطشه، في ظل رغبته الجامحة في تغيير الأمر الواقع عبر إحداث تغيير ديموجرافى، من خلال تهجير السكان العرب، وتحويل هوية الأراضى الفلسطينية، وفى القلب منها مدينة القدس المحتلة.
إلا أن الجديد في الدور المصرى، أنه لا يتوقف على مجرد تحقيق التهدئة العسكرية، ودحض العدوان لحماية السكان، خاصة في قطاع غزة، حيث ارتكز، هذه المرة، على بعد جديد، يقوم في الأساس على فكرة “إعادة الإعمار”، عبر المبادرة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتي خصصت خلالها مصر 500 مليون دولار لتحقيق هذا الهدف، فانعكاس صريح لإدراك الإدارة المصرية، ليس فقط لحجم الخراب والدمار الذى لحق بالقطاع إثر العدوان الإسرائيلي، وإنما لاستراتيجية، تقوم على حقيقة مفادها أن التنمية تمثل ضلعا رئيسيا لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة باسرها