يوم التكريم.. قصة قصيرة
بقلم / تواتيت نصر الدين | الجزائر
بعد اجتماع الفريق التربوي للمدرسة لمناقشة مجريات الحفل الذي حضّر من خلاله برنامجا ثريّا تم الإعلان عنه وتعليقه على لوحة الإعلانات بالمدرسة في اليوم الموالي.كان الأطفال في أقسامهم كعادتهم يتلقون الدروس وبعد مرور ساعتين من الفترة الصباحية دق الجرس فخرج التلاميذ من أقسامهم لقضاء فترة من الإستراحة وماهي إلا دقائق معدودات حتى تجمعوا أمام لوحة الإعلانات لقراءة الإعلان وما إن تعرفوا على محتواه تملكتهم الفرحة بعد الإطلاع على برامج الحفل ومجرياته .
لقد تعرف التلاميذ على تاريخ إقامة الحفل الذي سيقام يوم الخميس الذي يمثل نهاية الأسبوع وراح كل منهم يعلم الآخر ويستعد لهذا اليوم البهيج الذي سيجمع شملهم مع معلميهم أوليائهم. لقد أوكل تنشيط الحفل لأحد المعلمين رفقة أحد الأطفال المتفوقين الذي تم اختياره لما يتميز به من ذكاء وقدرة لغوية في الخطاب . إنه أحمد البالغ من العمر الإحدى عشر ربيعا ومعلمه ياسين.
في صبيحة يوم الخميس فتحت المدرسة أبوابها وتم استقبال الوافدين من أعضاء جمعية رعاية الطفولة وأولياء التلاميذ ومصاحبتهم لقاعة الحفلات والندوات .كانت القاعة واسعة الأرجاء بها منصة كأنها ركح مسرحي والى جانبها غرفة أعدت خصيصا للأطفال الذين سيحيون الحفل بما حضروه من أناشيد ومسرحيات ونشاطات تربوية متنوعة رفقة الفرقة الموسيقية للمدرسة . وقبال المنصة أعدت الكراسي لجلوس التلاميذ والمدعوين للحفل .
أعتلى أحمد رفقة معلمه ياسين المنصة ليرحبا بالحضور وبعد ذلك فسح المجال لأحمد ليذكر بذكرى هذا اليوم المصادف لعيد الطفولة والغرض من هذا الإحتفال . وبعد انتهاء أحمد من كلمته التي ألقاها تلتها تصفيقات حارة لما تركته من أثر في نفوسهم . حينها تم الإعلان عن بداية الحفل الذي نشطه المعلم ياسين رفقة تلميذه النجيب .
لقد دام الحفل قرابة الساعتين تلتها تكريمات الأطفال النجباء الحاصلين على رتب أعلى وكان أولهم أحمد على رأس قائمة المكرمين وبعدها تم تقديم بعض المساعدات للأيتام والمعوزين من الأطفال تمثلت في هدايا ثمينة .
شاهد أحمد هذه المشاهد وعاشها بإحساسه المرهف فذرفت عيناه بالدموع وأجهش بالبكاء وأمام الملأ من الحاضرين تناول المكرفون من معلمه وشرع يخاطبهم بلغة تصل القلوب قبل الأسماع طالبا من أعضاء جمعية رعاية الطفولة فتح صندوق للتبرعات بالمدرسة لفائدة الأيتام والمعوزين والمرضى من أطفال المدرسة .
لقد أعجب رئيس الجمعية بفكرة أحمد ووافق على تأسيس هذا الصندوق بموافقة مدير المدرسة ليكون نموذجا بكل مدارس المدينة الذي توزع مستحقاته بمناسبة عيد الطفولة من كل سنة .
بعد نهاية الحفل أقبل الجميع من الحضور ممن حضرالحفل على احدى القاعات بالمدرسة التي أعدت خصيصا لتناول بعض الإكراميات من حلويات ومشروبات ومكسرات منوهين بفكرة أحمد ودعمها وتجسيدها على أرض الواقع.
—