الرّقَمُ الصّعبُ
د. عز الدين أبو ميزر – فلسطين
إرفَع رَأسَكَ أنتَ بِغَزّةَ
تَتَحدّى كلّ الأخطارْ
///
أسمَاؤُكَ كَثُرَت يَا غَزّيّ
وَنَصرُكَ مِنهُ الكُلّ يَغَارْ
///
لَا أحَدٌ مِثلكَ عَصَرَ المَوتَ
وَصَيّرَهُ لِلعَيشِ خِيَارْ
///
وحَياةََ لَا تَهدَأ أبَدَا
عَجَلتُهَا تَعمَلُ لَيلَ نَهَارْ
///
وَبِصَبرِ لَو أيّوبُ رَآهُ
تَعَجّبَ مِنهُ وَفِيهِ احتَارْ
///
وَرَآى مَا قَدّمَ مِن صَبرِ
مَعَ غَزّةَ لَا يَبلُغُ مِعشَارْ
///
وَمَعان مَا التّاريخُ تَنَبّأ
أنْ سَتكُونُ مِن الأخبَارْ
///
كم أمَلَا كانَ بِهَا وَأتَتهُ
قَذيفَةُ صَاروخ أو نَارْ
///
وَرَجَاءَ كَم كانَ كَبيرَا
بِشُموخِ العِزّةِ ثُمّ انهَارْ
///
مَا أقوَى قَلبَكَ يَا غَزّيّ
وًأنتَ تَرَاهُ صَارَ دَمَارْ
///
وَأخُوكَ الخَارِجُ مِن نَفَقِ
لِيَرَى لَا أهلَ لَهُ أوْ جَارْ
///
فَيَعُودُ وفِي عَينَيهِ الدّمعُ
بِهِ يَسقِي إكليلَ الغَارْ
///
وَيُقيمُ الأمَلَ بِمَا أبَقَاهُ
لَهُ العُدوانُ مِن الأحجَارْ
///
وَيُعيدُ الزّمَنَ لِدورَتِهِ
وَيُرينَا كَيفَ الزّمَنُ يُدَارْ
///
وَيُثَبّتُ أنّ الأرضَ لَنَا
وَإلينَا الأمرُ بِهَا سَيُصَارْ
///
وَالشّجَرَ لنَا وَالثّمرَ لَنا
وَالرّوضَ لَنا وَلَنا النّوّارْ
///
وَالماءَ لنَا وَالبحرَ لنَا
وَالوِردَ لَنا وَلنَا الإصدَارْ
///
وَيعودُ البَحرُ يَبُثّ لَنا
مَا جَمّعَ صَندُقُ الأسرَارْ
///
وًيَبوحُ بِمَا أخفَاهُ المَوجُ
وَعَنّا خبّأهُ الإعصَارْ
///
مِن يَومِ عَلَينَا اجتَمَعَ الكُلّ
وَزاغَت فِي الحَدَقِ الأبصَارْ
///
فَلَنَحنُ هُنَا كُنّا وَسَنَبقَى
الرّقَمَ الصّعبَ إليهِ يُشَارْ