كُن أنتَ
نورا الصالح | سوريا
قبلَ أن يُتعبَكَ المسيرُ تحتَ وطأةِ الشمسِ، انتقمْ من السّراب ،
اصنعْ ظلالَكَ بنفسِكَ،
أفرِغْ حقائبَ أمسِكَ من الرّمادِ،
ثمةَ فرصةٌ للنّهوضِ.
رتِّبْ تفاصيلَ القصيدةِ على مقاسِكَ، احملْ قلمَكَ،
واكتبْ ترتيلةً في عدّةِ سطورٍ.
سَطرُها الأوّلُ لقاءٌ أوّلُ عندَ جبينِ الفجرِ.
استهلالٌ بدعاءٍ عَلّكَ تَحظى بفرصةِ رحمةٍ،
دَوِّنْ مُناجاتِكَ على وجنةِ الفجرِ،
علّكَ تجدُ في أوسطِ العقدِ
ساعةَ مغفرةٍ من عذاباتِ جفاءِ الإلهام.
ليكنْ حبرُكَ السحريُّ سرّيّاً، قطرُ النّدى يزيدُ الفجرَ سِحراً.
فاصنعْ لذاتِكَ شرنقةً من نورٍ تسكنُ
لها كلّما لوّحَ القهرُ بظُلمة الكَدَر .
ولتسكبْ آهاتِكَ كاملةً في آخرِ السّطورِ ،أحرِقْها ببعضِ البخّورِ،
فبعضُ الحروفِ مغامرةٌ،
وبعضُها للرّوحِ كلمسِ السّماءِ ممهورٌ بالصفاء،
وبعضُهُ عِتقٌ من نارِ الكتمانِ.