رسائل آلام الظهر.. رموز وإشارات وجدانية
رويدة جعفر | إعلامية سورية
آلام الظهر هي لغة الجسد التي تنذر بوجود خطب ما؛ فالظهر هو موضع التوازن الوجداني وآلامه هي رسائل لهذه الاضطرابات.
إن ألم الظهر بصورة منتظمة دون سبب مرضي من السهل إرجاعه إلى وضعية الجلوس والإجهاد أثناء العمل
في الواقع هذه الآلام لها دلالات نفسية عديدة
فعندما تستولي علينا انفعالات في خضم متاعبنا اليومية نلاحظ ظهور آلام الظهر؛ هذه الآلام هي السبيل الوحيد للتعبير -لاشعوريا – عن التوتر من حيث لا ندري، فالظهر موضع التوترات العضلية وهي أشكال من الصدمات الوجدانية القديمة التي بقيت دون حل، وتزداد مع اليأس وانعدام الطاقة
تقول الطبيبة النفسية “دلفين ديبروند”: أن ألم الظهر إشارة تحذير ورسائل لا يجب إغفالها؛ فهي عبارة عن ترجمة لحدوث تحول كبير في حياتنا كفقدان عزيز او ميلاد طفل أو حتى .. ترقية مهنية وهذه التغييرات لاتمر بسهولة وهي المسؤولة عن مثل هذه الآلام ولا يستطيع أي معالج فيزيائي شفاءها وإنما التخفيف منها.
كما يرمز الظهر إلى موضع الطاقة الجوهرية لبقاء الإنسانية؛ ألا وهي الحب؛ فالأم تربت بإحدى يديها على ظهر الرضيع بطريقة إيقاعية يفسرها – ديزموند موريس- على أن المسألة لاتتعلق بمساعدة الرضيع على التجشؤ بل هي ردة جوهرية عند الأم.
فالتربيت الخفيف حركة ترمي إلى إثارة الشعور بالطمأنينة والسكينة عند الرضيع وهذا الاحتكاك الوجداني عن طريق اللمس عامل ضروري لنمو الطفل فالصغار يرتبط توازنهم الفيزيولوجي بالمحبة.
وما يصح على الصغار ينطبق على الراشدين؛ فالتربيت حركة مهدئة كما يفعل الصديق عند مواساة صديقه وإظهار العطف والمساندة
وغالبا ما نجد أنفسنا فريسة لآلام حقيقية دون وجود مرض عضوي ولا نفهم سر هذه الآلام؛ لذا يجدر بنا أن نسائل أنفسنا ما الذي يثقل كاهلنا لنتمكن من كشف الصلة التي تربطنا بالألم.