ماذا يعني مرور يوم آخر من دون عشقٍ؟!

ميادة الحجار | سوريا

ماذا يعني مرور يوم آخر من دون عشقٍ؟!
يعني نوبة هدوء ماكرٍ تستفزّ قلبكَ،
وسطوة فراغ ناصع، تصفر الريح في كل زواياه كما في دار جاركَ المهاجر.
يوم آخر من دون عشقٍ؛ يعني وقوفاً طويلاً لروحكَ على ساق واحدة لترتّب هندام الفقد، وترشّ بعض الدموع على ياقته الأنيقة.
ليصير أليفاً نوعاً ما.
يعني أنك ستلوذُ دون خجلٍ بأيّ شيء يسكت أنّأتك، تُقلّب محطات التلفزة من (جريمة شغف، إلى ردّ قلبي إلى ضيوف على الحبّ) …
ثم تهرب من وجه الحبّ الدراميّ الأكثر قتلاً، وتسأل كم من قلب ذُبح باسمكَ الذي يعلو ولا يُعلى عليه.

تتمشى في بيتك فتراه قد صار صغيراً، أضيق من خرم إبرة، تتحاشى عيناكَ النظر في فرحٍ انطفأ فيهما دون تاريخٍ معلنٍ.
ثم تتطامن مع موتك الرسمي، وتجهر (بعالي الصوت) معزّياً جرحك البهيّ : ياحب ما أجملك!!
يلتمّ حولكَ- إثر سماع صوتك- النشامى من العشاق الذين ماتوا قبلك، يكيلون لك القصائد وعلب السجائر والطبطبات..
وأنت تكيل لهم الآه بلغة لا يعرفونها، قرارها يقينُ عدمٍ صرتَهُ من بعدها، وصوت ضحكتها وجودٌ جليلٌ يملأ دمك حدّ الخرس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى