هو الرعد
هشام أبو صلاح | جنين – فلسطين
تفتح مثل الزنابق عطرا وفجرا وغيثا وماء
وراح يضيء الظلام الكثيف بسيف الوثوب المقدس نحو السماء، ترجل عن صهوة الشمس ينداح حد الضياء، ونادى على هذه الأرض نزفا ونبضا يصد عن الظل ريح اعتداء، هو الرعد يصرخ في الهاربين أميطوا عن الدرب شوك الخواء، هو الرعد يجتاح ليل السكوت الملجم في كل وجه قميء يبث الرجاء، وقال اعبروا، آن أن تعبروا كي لا تظل المآذن خرسى تنادي وليس هنالك من يجيب النداء، تأبط جرحا قديما وراح بهز الجهات لكي يوقظ النائمين الحيارى على نكبة وانحناء، على كل وجه تقمص حزن الثكالى وقهر السنين العجاف، وقال بصوت يرج الزمان الخؤون، لنا الأرض ظلا ظليلا ولا ننحني للطغاة، لأنا نحب الحياة، فشمر عن ساعديه يملأ كل الفصول حقول اعتلاء، هو الرعد لم يرض هذا الظلام المخيم فينا قبائل خزي وعار، فصاح يجردنا من هروب الصغار، ومد يدا من بهاء، يصب على الأرض غيثا ونسغا ووعدا جميلا وصلى شهيدا إماما لمن دثروا الأرض نزفا يضمد جرحا ويغسل عن عيننا ضباب الغباء، تعمّد بالدم كي يرتقي في الأعالي بهيا وفيا مع الأوفياء..