جرح القدس
غازي شقرة | شاعر لبناني – سوريا
سلوا قلوباً يقاضي الحزن نجواها
سلوا دروباً فحيحَ القفرِ أضناها
|||
قدْ جفَّ جدولها …غابتْ نسائمهُ
والخيلُ قدْ صرختْ تبغي مطاياها
|||
يا أمّتي أولد الإنجيلُ مريمنا
يا أمّتي قدسنا القرآنُ يمناها
|||
هي العيونُ وإنْ ناحتْ بيومِ ردى
دمعُ المآقي ينادي في حناياها
|||
لا تغفلوا ياجموعَ العُربِ قاطبةً
الموجُ من صمتكمْ هلْ ضجّ أو تاها
|||
هيّا فهبّوا كمثلِ الريحِ واقتلعوا
حقداً أراهُ بسمِّ المُكرِ أشقاها
|||
فالطيرُ والنهرُ والأوراقُ قد حزنتْ
والخبث أثقلَ بالأشواكِ أقصاها
|||
مالي أراكمْ وليلٌ في قضيّتكمْ
ماجزّءَ اللهُ أرضاً في قضاياها
|||
ياقدسُ أسمعُ أصداءً بها أملٌ
والنصر ملحمةٌ والشرّ أخفاها
|||
تبقى الأسودُ برغمِ الظلمِ شامخةً
هذا الزمانُ بيومِ الحشرِ أوصاها
|||
عهدُ الوصيّةِ نادى قدسنا سلبتْ
سفينة الحقِّ في الأعناقِ مرساها
|||
والمجدُ منفهقٌ منهُ الضياءُ بدا
والقدسُ بدرٌ وفي العلياءِ سكناها
|||
علتْ وفي طهرها جلّتْ منازلها
غارتْ نجومٌ وهذا الليل علّاها
|||
أشجارُ ليمونها بالمسك زيّنها
نسيمُ فجرٍ برشدِ الخيرِ أزهاها
|||
وفجرُ صهيونَ بالأحقادِ مزدهرٌ
والكفرُ فيهم ألا والدمع عيناها
|||
شكتْ إلى سائرِ البلدانِ ظلمتها
ما منْ معينٍ سوى من كانَ يهواها
|||
ذكرى المسيحِ بعطرِ الحبِّ تملؤها
ذكرى الخليلِ دماءٌ في ثناياها
|||
للهِ ما تصنعُ الأسوارُ من قدرٍ
للهِ درّكِ فالأقدارُ ترعاها
|||
ياخيرَ منْ صمدتْ أسوارها زمناً
يا قبلةً كرّمتْ واللهُ أسماها
|||
ما أحرقَ المرُّ غصن الغار في بلدي
ما بدّلَ القمعُ في الأحجارِ معناها.