جماعات الهيكل الصهيونية تحاول تخزين قرابين الفصح لذبحها داخل المسجد الأقصى
المحامي علي أبوهلال | فلسطين
الجماعات الدينية المتطرفة وعصابات المستوطنين، المدعومة من قبل الحكومة اليمنية المتطرفة الإسرائيلية بقيادة نتناياهو، سموتيريتش، بن غفير، لا تزال مستمرة في القيام بخطواتها الاستفزازية المعادية ضد المسجد الأقصى، والمسلمين داخل فلسطين، وفي عموم البلدان العربية والإسلامية.
وفي خطوة استفزازية جديدة أطلقتها يوم الأربعاء الماضي 22/3/2022 ” منظمات الهيكل الصهيونية” ضد المسجد الأقصى، ولأهالي البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وفي سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها. ونحن على أبواب حلول شهر رمضان مبارك. نشرت وعلقت ما تسمى جماعة “عائدون إلى جبل الهيكل” المتطرفة لافتات باللغة العربية في البلدة القديمة، قائلة: “هل لديك مساحة إضافية، وتريد كسب المال؟، نبحث عن مكان لتخزين الماعز في البلدة القديمة، ويفضل أن يكون بجانب جبل الهيكل (المسجد الأقصى)”.
وعرضت تلك الجماعة المتطرفة مبالغ مالية لكل من يساعدهم بإخفاء “الأغنام والخراف”، بهدف إدخالها إلى المسجد الأقصى، تمهيدًا لـ”ذبح القرابين” في عيد “الفصح” اليهودي، والذي سيبدأ بتاريخ 6 حتى 12 أبريل/نيسان المقبل.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها هذه المنظمة الصهيونية المتطرفة رصد مبالغ مالية مغرية لتحقيق هذه الخطوة العنصرية، بل سبق وأن رصدت العام الماضي قبيل عيد “الفصح”، وعلى أعتاب رمضان، مكافآت مالية تبلغ آلاف الشواكل لمن يحاول أو يستطيع “ذبح القربان” داخل المسجد الأقصى. ومنذ سنوات طويلة، و”منظمات الهيكل” تضع نصب أعينها قضية تقديم “قربان الفصح” داخل الأقصى، معتبرة ذلك يشكل إحياءً معنويًا “للهيكل” المزعوم، وخطوة متقدمة لفرض كامل الطقوس التلمودية.
وتأتي هذه الخطوة الاستفزازية لمشاعر المقدسيين والعرب والمسلمين متناغمة واستمرارا للسياسة اليمينية المتطرفة لحكومة الاحتلال، التي تنتهجها ضد المسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية داخل القدس وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فقد حاول مستوطنان، يوم الأحد الموافق 19/3/2023، الاعتداء على كنيسة قبر العذراء مريم “الجثمانية” في مدينة القدس المحتلة. واقتحما الكنيسة وحاولا تخريب محتوياتها، وتصدى لهما المواطن حمزة عجاج، وتم القاء القبض على أحدهما، ولاذ الآخر بالفرار من المكان.
ويذكر أن هذا الاعتداء الخامس، الذي تتعرض له اماكن عبادة مسيحية في القدس من قبل متطرفين يهود، منذ بداية العام الجاري، حيث اقتحم مستوطن مبنى كنيسة “حبس المسيح” في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وقام بتكسير وتحطيم بعض محتوياتها، وحاول إشعال النار فيها، كما تعرضت مقبرة الكنيسة الاسقفية لاعتداء وتكسير للصلبان، كما تعرضت البطريركية الارمنية في وقت سابق الى محاولة لاقتحامها، وخطت عبارات عنصرية على جدرانها.
وفي هذا السياق تستمر الاعتداءات على المسجد الأقصى، فقد دعت المنظمات المتطرفة أنصارها إلى اقتحام مركزي للمسجد الأقصى يوم الخميس الماضي، في أول أيام شهر رمضان المبارك، لتفتتح بذلك عدوانها على المسجد منذ اليوم الأول للشهر الفضيل. وتأتي دعوة جماعة منظمات الهيكل بمناسبة هامشية هي بداية الشهر العبري، حيث توظف هذه المنظمات كل المناسبات الممكنة لمواصلة عدوانها الأكبر والمستمر على الأقصى في “عيد الفصح”، وتحاول من خلاله ادخال “القربان الحيواني” وذبحه في المسجد الأقصى. وتعتقد هذه المنظمات بأن رمضان يشكل فرصة تاريخية لها لتحقيق ذلك، كخطوة كبيرة من أجل فرض هدفها في التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، مستفيدة من نفوذها الحكومي غير المسبوق، عبر وجود 16 وزيرًا في حكومة نتنياهو يتبنون مقولاتها، بعضهم من أعضائها المباشرين مثل المتطرف إيتمار بن غفير، المسؤول المباشر عن قواعد الاشتباك في الأقصى”.
وتؤكد الأيام القليلة الماضية من شهر رمضان المبارك، أن حكومة الاحتلال ماضية في عدوانها على المسجد الأقصى، وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتؤكد دعم هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، للمنظمات اليمينية المتطرفة، وأهدافها الخطيرة في انتهاك حرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين والمسيحيين، من خلال منع الوصول الحر للمسجد الأقصى، والمقدسات الأخرى عبر سلسلة القيود المشددة التي تفرضها على مداخل القدس المحتلة والتي تحول دون وصول المصلين لإقامة شعائرهم الدينية في شهر رمضان المبارك، ورغم هذه القيود المشددة التي نفرضها قوات الاحتلال إلا أن الجمعة الأولى من شهر رمضان أكدت إصرار المسلمين على الوصول للمسجد الأقصى، حيث أن عدد المصلين الذي وصلوا للمسجد الأقصى قد زاد عن مائة ألف مصلي، وأن عددهم سيزداد أكثر في أيام الجمعة القادمة، وستفشل خطوات المنظمات الدينية من الاستفراد بالمسجد الأقصى، وتحقيق أهدافها في إدخال القرابين لذبحها داخله في عيد الفصح في الشهر القادم.