الائتلاف الحكومي في أمثالنا الشعبية
زياد شليوط | شفا عمرو – الجليل – فلسطين
منصور بطعَم حالُه جوز فاضي
جاهد رئيس القائمة الموحدة في خطاب التأييد للحكومة التي دخلها صاغرا، اقناع المواطنين العرب أنه بهذا الانضمام لحكومة بينت – لبيد سيحقق إنجازات تاريخية لمجتمعه العربي. يعلم منصور في قرارة نفسه أنه يخدع المواطن العربي بكلامه هذا، لأنه يعلم علم اليقين أنه لا يقدر على تحريك قشة دون موافقة أقطاب اليمين الصهيوني بينت- ساعر- ليبرمان الذين يمسكون بخناق الحكومة، ولن تشفع له تفاهماته مع لبيد الذي جلّ ما يهمه في المرحلة القادمة بعد تحقيق إنجازه الكبير في اسقاط نتنياهو عن سدّة الحكومة، أن يحقق إنجازه الأكبر في الجلوس على مقعد رئاسة الحكومة، حتى يستكمل انتقامه من خصمه نتنياهو الذي طالما أهانه واستهزأ به وأفسد مخططاته، ولن يقوم لبيد بحل الحكومة من أجل منصور وطلباته، وسيحافظ عليها كما يحافظ على بؤبؤ عينه مع شركائه من اليمين المتطرف. وبعدما رضي منصور بالدخول إلى حكومة برئاسة نتنياهو ومن ثم برئاسة بينت واضعا بيضه كله في جيوبهما، لم يعد يملك أي مساحة للمناورة، كما لم تعد تفرق معه في أي حكومة يكون، وسار على نهج المثل القائل “اللّي بتجوز أمي بقلّه عمي”، ولهذا فان تصريحاته ووعوده ما هي إلا ذرّ للرماد في العيون، وأما الوعود التي حصل عليها من رؤساء حكومتهفهي أشبه بالجوز الفارغ الذي يمضغه ويحاول اقناعنا أنه جوز ملآن؟!
فريج: لا في العير ولا بالنفير
حقيقة لم أستوعب بعد مغزى وأبعاد ما جاء في اعلان “ميرتس”، المنشور على الصفحة الأولى في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الجمعة الماضي.برزت في الإعلان صور الوزراء الثلاثة الذين اختارتهم “ميرتس” لحكومة بينيت – لبيد، وهم نيتسان هوروفيتس وتمار زندبرغ وعيساوي فريج. وقد كتب فوق الصور وبالبنط العريض ما يلي: “الصحة لك (فهمناها لأن هوروفيتس وزير الصحة). البيئة لك (فهمناها لأن زندبرغ عينت وزيرة لجودة البيئة). الحقوق لك (هذه لم أفهمها)”.
نعم ما زلت محتارا في شأن تلك العبارة التي بقيت من نصيب فريج، فهل تم تعيينه وزيرا للقضاء والعدل ونحن لا نعلم؟ لكن جاءت المصادقة على الحكومة بعد يومين وقطعت جهيزة قول كل خطيب، فاذ به “وزير التعاون الإقليمي”، فما علاقة هذه الوزارة بالحقوق؟ حقا لم أفهم ذلك وما زلت عاجزا عن فهم ذلك؟ وتساءلت أليست تلك الوزارة هي عينها التي سبق وأشغلها الوزير الليكودي أيوب القرا؟ وهذا يعني وفق التعبير العبري أن فريج دخل في “حذاء القرا”. وهذا الأمر لا يعنيني اذا جاء حذاء القرا على مقاس قدم فريج أم لا، لكن ما يعنيني تالك الوظيفة والمهام العظيمة التي سيؤديها فريج في الحكومة، وأي منفعة سيعود بها للمواطنين العرب، عفوا، ناخبيه العرب؟ ماذا سيجنون من توليه الوزارة سوى ترتيب زيارات لدول الخليج وبعض الدول المستعربة، التي فتحت قنوات طبيعية مع حكومة نتنياهو الليكودية؟
دور فريج لن يكون أكثر من دور الماشطة لتسريح شعر اسرائيل الأشعث، وتبييض وجههاالأغبر أمام الدول العربية والإسلامية، وفتح سفارات جديدة لها في تلك العواصم. هل هذه هي الخدمة التي وعد أن يقدمها للمواطنين العرب، وهو من أكثر الدعاة للاهتمام بقضاياهم اليومية والابتعاد عن القضايا السياسية، منتقدا المشتركة على ذلك؟ إن حال الوزير عيساوي فريج في منصبه الحكومي هذا، ينطبق عليه ما جاء في مثلنا الشعبي “لا في العير ولا بالنفير”.