باحثٌ عراقيٌّ يكشف عن وجود 15 بحراً شعرياً تصدر عن خف البعير !
بغداد | خاص
في محاضرةٍ عن الجينوم الشعري كشف باحث عراقي عن وجود خمسة عشر بحراً شعرياً تنشأ جراء حركة الإبل، وتصدر من خف البعير !
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور الشاعر محمد حسين الطريحي على هامش المعرض الدولي للكتاب في بغداد في دورته الثانية والعشرين الجمعة الماضية.
وكان عنوان المحاضرة (الجينوم الشعري/ المتنبي أنموذجاً)، وأدار الجلسة الدكتور طلال خليفة العبيدي.
وتأتي هذه المحاضرة في إطار التعاون بين جامعة نزوى العمانية وجامعة بغداد.
وقدم العبيدي نبذةً عن الطريحي فقال :إنَّه شاعرٌ وباحثٌ واعلامي متميز عرفته منذ الثمانينيات في قسم اللغة العربية، وكانت رسالته في الماجستير عن( البنية الموسيقية في شعر المتنبي)، ثمَّ عرفته إعلامياً في تلفزيون العراق،
و قناة الحرة، وقد كانت رسالته في الدكتوراه عام ٢٠٠١م حصل عليها في هولندا عن( الصورة الشعرية بين خليل حاوي وأدونيس)، وقد عمل في ليبيا وتونس وعمان مدرساً لعلم العروض وموسيقى الشعر، وقد صدرت له عدة مجموعات شعريه منها ديوان (البقاء للحب)، و(الشمس الممزقة)، و(أتمنى الا أتمنى)، و(عند منتصف القلب) وله قصيدة (بغداد المعلقة) وهي قصيدة طويلة من ٨٠٠ بيت .
ثمَّ قدم المحاضر محاضرته بتعريف الجينوم بأنَّ المقصود به هو البصمة الوراثية التي يتميز بها الشاعر وقال: إنَّهم كانوا في كلية الآداب بجامعة بغداد يدرسوننا في قسم اللغة العربية كتاب( تاريخ الأدب العربي) لشوقي ضيف وهي طريقة كلاسيكية، أما في قسم اللغة الإنجليزية، فيدرسونهم تاريخ الشعر الانجليزي وهناك درس اسمه( شعر) يدرسونهم فيه آليات بيئة الكتابة مما يجعل الطالب يتفاعل مع القصيدة أما عندنا فالأمر لا يعدو كونه مجرد محفوظات في الدراسة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وفي الجامعة يسمونها النصوص لذلك تجد عزوفاً عن دراسه اللغة العربية، وانسحب ذلك حتى على الدراسة الجامعية الأهلية فلا تجد أقساماً للغة العربية !
وتابع : يجب أن تنتبه إدارات المناهج إلى هذا العزوف والتراجع الكبير في اللغة العربية وتدخل التقنيات الحديثة في التدريس.
وأضاف : إنَّ الجينوم أحد فروع علم الوراثة ويعني انتقال كامل المادة جيلاً بعد جيلٍ، وفي الشعر للشاعر المهم بصمة وراثية.
وعندما نعود الى الفراهيدي نجده في كتاب (العين) يقلّب الكلمة الواحدة عده مرات مثلاً :كلمة كتب يستخرج منها كلمة بكت، وهكذا تتطور الكلمات.
وأشار إلى الوهم بأنَّ اللغة العربية بحرٌ لا نستطيع أن نخوض فيه وهذا يسلب الطاقة الإيجابية، ولولا إيجابية اللغة العربية لما أنزل فيها القرآن.
وتساءل : لماذا الجينوم؟ الجواب لأنَّ الجينوم وحدة افتراضية أي أنه ينقل الخصائص الوراثية فهو بصمة وراثية تشبه أسلوب الشاعر في الحماسه والغزل فنبحث عن البصمة الوراثية للشاعر.
مرة سألت أدونيس: هل هناك آليات لكتابة قصيدة النثر؟ فأجابني : بنعم.
نحن نحتاج إلى تطبيق وإلى المدرب الشعري وليس الأستاذ.
ثمَّ بيَّن أهداف هذه الطريقة،ومنها نقل المتلقي من التلقين الى العمل الخاص به فيقرأ الطالب روح النص،وتحفزه على التفكير ولا أعترف بالتكرار فلا يوجد تكرار في اللفظ وأسميه نحن النمو، فالمتنبي يقول :
أُغالب فيك الشوقَ والشوقُ أغلب
وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
هنا كلمة الشوق الثانية تختلف عن الشوق الأولى وتساءل : لماذا بقي المتنبي؟
إنَّه يشتغل على الوعي واللاوعي في آن واحدٍ واليوم نحن نحتاج الى تنمية بشرية في التدريس.
سألوا المتنبي عن شعره فقال : إسألوا ابن جني فهو أعرف بالشعر مني !
وعندما سألوا ابن جني عن سر قوة شعر المتنبي قال : المتنبي ينطق على لسان العامة.
ثمَّ حكى تجربته في تدريس علم العروض فقال؛ لفت انتباهي حديث شريف للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله يقول: ( لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين) فقمت بتجربة في صحراء النيجر، وذهبت هناك أربعة اشهر فوجدتُ أنَّ خف البعير يصدر ١٥ بحراً من بحور الشعر فقمتُ بتدريس العروض بتقنية المعمل الصوتي ونحنُ لا نعرف من اللغة العربية في النحو، ولقد أهملنا الميزان الصرفي، وقد استفدتُ من هذه التجربة في تدريس طلبتي علم العروض وفق التقنيات الحديثة، وحققتُ نتائج طيبةً في الجامعات التي عملتُ فيها.
وقد تداخل عددٌ من الحضور ومنهم الدكتور سعد التميمي بشأن مصير الفنون البلاغية وأنَّه لا غنى عنها حتى لو استعملنا طريقة المحاضر في المعمل الصوتي.