أدب

نهج التائبين

زيد الطهراوي | الأردن

ارفع يديك بتوبةٍ و ضراعةٍ
كن صادقاً ليُعينك الرحمنُ

***

جاهدْ فَدَيْتُك لستَ أوَّلَ مذنبٍ
يبكي ليُسعفَ قلبَه الغُفرانُ

***

ويزولَ ضيقُك و الهِباتُ كثيرةٌ
ويغيبَ عنك اليأسُ و الأدرانُ

***

واتركْ دروبَ السيئاتِ جميعِها
دربُ الإنابةِ بالسنا مُزدانُ

***

واحذرْ رفيقَ السوءِ يسخرُ بالهدى
وأمامَه الأهوالُ و الأكفانُ

***

هذا المماتُ إذا أتى مستعجلاً
فمتى سيُذعن مسرفٌ فتَّانُ

***

سيجيءُ حتفُك لو برزتَ مقاوماً
وتضافرَ الأصحابُ و الخِلَّانُ

***

وستحملُ الأكتافُ جسمَك هامداً
بعد التباهي أيُّها الإنسانُ

***

بادرْ بتوبتِك التي أخَّرتَها
والقبرُ يُحفرُ و المُصرُّ مهانُ

***

وستُعرضُ التوباتُ يومَ نشورِنا
وسيُعرضُ الإدبارُ و العصيانُ

***

و النادمونَ الفائزونَ تسارعوا
فوقَ الصِّراطِ و سمتُهم إيمانُ

***

و تطايرتْ صُحفُ العبادِ فَوَجْهُهُمْ
مثلَ الضُّحى أو ضَرَّهُ الخُذلانُ

***

والحوضُ يُدني كلَّ بَرٍّ هَيِّنٍ
ويُذادُ عنهُ مبَدِّلٌ خوَّانُ

***

لنْ يظمأنْ أبداً تقيٌّ شاربٌ
بَلْ في الجنانِ مُكَرَّمٌ ريَّانُ

***

والمُصطفى للحوضِ يدعو أُمَّةً
مرحومةً قدْ نالها الإحسانُ

***

ما بالُ بعضِ النَّاسِ غابوا قالها
أودى بهِمِ بعد التُّقى نُكرانُ

***

و تَبَرَّأَ العبدُ الخليلُ مِنَ الذينَ
تباعدوا و تَجَمَّعَ الإخوانُ

***

هذي الدَّنِيَّةُ هل تَبِعتَ بَريقَها
أمْ أَنَّ سَعْيَكَ قَوَّمَتْهُ جِنانُ

***

والخوفُ فرضٌ و هو حادي قلبِنا
فالظالمون تُظِلُّهم نيرانُ

***

يا منْ قَطَعْتَ العُمْرَ تَضْعُفُ عندَما
تأتي الذنوبُ يَجُرُّها الشيطانُ

***

هذي الإرادةُ فَجَّةٌ مبتورةٌ
ولِطالبِ العُليا هيَ البُركانُ

***

واللهُ يَرْقُبُنا و يَعْلَمُ سِرَّنا
أين الفِرارُ و دَأْبُكَ الطُّغْيانُ

***

إنَّ الفِرارَ إلى العظيمِ يَنالُه
مُتَخَشِّعٌ يَرقى بهِ الإذْعانُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى