لا تتكلمي
شعر: محمد القاضي | مصر
نظرتْ إليه بطرف عين ماكر
وتقول رفقا بالمهيض المعدم
–
لا تتركوه فريسة في عالم
مزجت كؤوس معاشه بتألم
–
مدوا إليه سواعدا من رحمة
لا يرحم الرحمن من لم يرحم
–
ولكم عجبت لقولها وفعالها
في البائسين كما مذاق العلقم
–
أفما علمتِ بأن صوتكِ مزعج
متأزم كمسارنا المتأزم
–
إن الشعوب إذا أحيط بقوتها
ولها الخواء بجوفها المستسلم
–
أمسى الطعام من الحياة حياتها
أرجى من الوجه الكريم من الدم
–
فإذا يقول فقوله في شرعهم
كالوحي في قدسية وتعظم
–
وإذا يشير سعت رقاب للذي
أوما كما تسعى العطاش لزمزم
–
ولئن تسلهم عن حديث سياسة
أو فلسفات العابث المتوهم
–
قالت لك البطن المجلجل صوتها
أمسك وحدث هاهنا عن مطعمي
–
املأ بطونا لا يكف عواؤها
واقصف بهم إن شئت قعر جهنم
–
وإذا أردتَ اللوم أنصف قبلها
جع مثلهم ثم انتقد أو لوم
–
من ذا يلوم الجائعين إذا هموا
خفضوا الرؤوس وأذعنوا للمجرم
–
إن البطون إذا ملكت زمامها
ألقت إليك بطيب ومحرم
–
أفيا عقولا لا طعام بكفها
إن تدعي فهما أفيقي وافهمي
–
إما ملكت القوت أو فتوقفي
كفي عن التنظير لا تتكلمي