مقال

شركة نفط ذ ي قار.. كوادر تنقش التاريخ

علي هادي الركابي | العراق
عندما يؤرخ المنصفين في كل العالم؛ انجازات شعوبهم الفتية في بناء الدولة فنيا وإداريا؛ في عمل أو إنجاز ما؛ لابد أن يأخذوا بحساباتهم أمرين؛ الأول المادي؛ والثاني الزمن؛ فبي أحدهما او كلاهما؛ يقيم الإنجاز ومن ثم يعمم في سجلات التاريخ؛ لكي يكون مناراً ودرساً كبيراً للأجيال اللاحقة؛ لكي تتعلم منها؛ وترسم طريقها بها؛ عندها تبدا حكايات الابطال بالسرد؛ وتسمى في سجلات القصص،من هنا تبدا حكاية اسمها محاربو الفحص الهندسي شركة نفط ذي قار.
هذه المرة كان للكوادر الوطنية لشركة نفط ذ ي قار كوادر الفحص الهندسي في حقل الغراف النفطي الذي تشغله شركة بتروناس العملاقة، قصة لاتشبه بقية القصص في الاصرار والعناد والصبر على تحمل المسؤولية المهنية والشرعية والوطنية، في اتخاذ القرار المهم في اخذ المبادرات والعمل على التنفيذ المباشر للفعاليات المهمة والحيوية والتي كانت تنفذ سابقا من قبل مقاول يقوم بالتعاقد معه المشغل ودفع مبالغ طائلة مقابل تلك الاعمال، التي تعد ذات تخاويل فنيةعالمية صعبة نوعاً ما، لايمكن للكوادرالوطنية إجراؤها أو الحصول عليها.

باشرت تلك الكوادر الوطنية بعد تلقيها التدريب الكافي على اجهزة قياس نسب التأكل لأكبر خزان نفطي في شركة نفط ذي قارباجراءات الفحص والتقييم الشامل للخزان وتحديد العمر الافتراضي المستقبلي له. وتحديد الطريقة المناسبة لمعالجة العيوب وفق برامج معينة؛ حيث استخدم في عمليات الفحص اجهزة حديثة متطورة، كل ذلك تم في فترة زمنية قياسية جداً اذهلت الكوادر الاجنية الموجودة في حقل الغراف، ووفرت مبالغ عالية وبالعملة الصعبة للخزينة العامة للدولة .
إن هذا الحدث المهم يمثل رسالة واضحة المعالم لكل من يشكك في الكوادر الوطنية وأهليتها لتحمل المسؤولية في بناء الدولة والسير على طريق البناء والتعلم والوصول الكامل لجاهزية الكوادر العراقية من أجل استلام الملف النفطي كاملا بعد انتهاء عقود جولات التراخيص والتي ابرمت بعد عام 2007م
نعم لقد نجحت تلك الكوادر الوطنية في صياغة قواعد جديدة في العمل مع الشركات الاجنبية مفادها انها قادرة على ان تجز ما لم تستطيع انجازه سابقاً . فصاغت تلك العقول والسواعد العراقية لوحات جميلة من الفاني في حب الوطن ، ورسمت اجمل عرض فني للكوادر المحلية ، اقنع الاجنبي اولاً قبل غيره ان العراقيين عنيدون جداً عند تعلق الامر بعلميتهم ووطنهم ومستقبل ابناءهم .
تلك هي البداية ، لشباب سيدخلون التاريخ ، وينقشون المستقبل بعقولهم واناملهم ؛ويكتبون رسالة قصيرة ذات معنى واضح ، الى من يهمه الامر ..، مفادها ، ان العراق لايمكن ان يبنى الا من خلال ابناءئه الابطال لا بغيرهم،وسيكتسحون كل عقدة او رهاب او فساد، وكما قال عبد الخالق الركابي يوما في روايته حائط البنادق (….بانتظار الاصبع الذي يزيل الركام) سيكونون ذلك الاصبع حتما يوما ما .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى