لا شيء منك هناك
ياسمين كنعان
وحين كان عليك أن تترك البيت بغير رجعة ولا حلم عودة، لم تأخذ معك منه الكثير سوى وجه أمك الباكي، وما تيسر من ملابس لم تعد تناسب مقاسك!
ونسيت على السرير الأبيض أحلامك، والأعمال الكاملة ل”جبران”.. يومها تركت الكتاب على حاله، وغبت..وتعاقبت على غيابك سنوات وسنوات كأنها عمر!
واليوم، حين يداهمك الحنين؛ تشرع أبواب الأسئلة، ويظل يلح عليك السؤال ذاته..ماذا بقي مني هناك ؟!
وحين يعتريك اليأس تفتح كفيك على وسعهما؛ وتقول ..لا شيء!
وأحيانا تنفح قلبك بالأمل الضئيل؛ وتقول بقي مني الكتاب المتروك على السرير، وتهرب من فكرة أنه ربما..ربما، كما مزقوا صورك عن الحائط مزقوه!
لا شيء منك هناك ، لا أحد..وعبثا تحاول لجم الحنين!