كان من المفروض أن يكون الشعب أول من يعلم

بقلم: عصري فياض

كان من المفروض من وزير العدل  في الحكومة الفلسطينية أن يتلو نتائج ما توصل اليه في قضية وملابسات وتداعيات إستشهاد المعارض نزار بنات،وكان من المفروض أن لا يستخف بالشعب المنتظر = رغم أنه غير مؤمن بعدالة النتائج وما سيترتب عليه – لنتائج التحقيق من باب متابعة ما قد تقدمه ألحكومة، لكن  البيان المقتضب الذي تلاه رئيس اللجنة وهو وزير العدل تعاملت بنفس السياسة التي تعامل فيه الانظمة المختلفة شعبها على مفهوم” الاستاذ والتلميذ”،رئيس الوزراء الذي إطلع على فحوى التحقيق،ودون مقدمات رفع النتائج لجهاز الاستخبارات ألفلسطيني وكأن ما جرى هي مخالفة ضابط هنا أو جندي هناك، وأنها ليست قضية رأي عام، تستجوب إجراءات وتبيان عام وصارم لجماهير الشعب الفلسطيني،هذا الشعب الذي إهتزت اركانه مما جرى ينتظر ما ستفعله السلطة أو الحكومة في ذلك الحدث الذي صدم الجميع،فعاش شعبنا ولا زال  حبس الانفاس ،فكان من المفروض على اللجنة والحكومة مخاطبة الشعب مباشرة وتبيان النتائج مهما كانت…. كان من المفروض أن الاحداث التي جرت بعيد استشهاد بنات تأخذهم  لأعلى درجات الشفافية والوضوح، وليس المرور بطريقة ” خذ إقرأ عالمسكر وتخليش حدى يشوفك “…

وإن هذا التصرف، والذي يطوي ما في النتائج عن عيون الشمس،صحيحها وسيئها،صغيرها وكبيرها،فإن الامر ذاهب للإخفاء والتستر،أو على الاقل اجتزاء ألحقيقة وبالتالي الاستخفاف بغضب من غضبوا وخرجوا للشارع معبرين عما أصابهم من هذا الفعل المستهجن ،وإن ما قد يحدث مستقبلا لأي إنسان لا سمح الله سيعالج بهذه الطريقة….

شعبنا الذي يعاني ممارسات الاحتلال كل ساعة وكل دقيقة،يقظ وواع ومتفهم وعلى قدر من الاحساس العالي في تقييم من يحكمه، وهو إن كان لا يرغب ولا يتمنى أن ينزلق لانحراف بوصلته عن همه الاول والأخير وهو الاحتلال،إلا انه سيمقت هذا التصرف وينكره، وسيضيفه إلى تراكمات ما حدث ويحدث، وهنا سيفقد ما تبقى من ثقة بمن هم في سدة إدراته وحكمة، وسيتحين الفرصة للصدح بصوته، ومحاسبة كل من يستهتر به وبوعيه ومشاعره.وبالتالي تكون خطوة تشكيل لجنة تحقيق خطوة فارغة من محتواها وأبعادها الحقيقية،وهذا يؤسس، بل يعمق حالة من الاستبداد القادم الذي أطل برأسه وهو يحمل رأس الشهيد نزار بنات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى