المهندس خليل أبو عرفة.. فنان الكاريكاتير المتنوع الشامل
محمد زحايكة | القدس
تعرف الصاحب على الزميل والصديق خليل أبو عرفه فنان ورسام الكاريكاتير أو الكاريكاتيريست في جريدة الفجر مطلع أو منتصف الثمانينيات من القرن العشرين عندما جاء على ما يظن الصاحب كموظف في البداية في غرفة الاستماع التي يقوم فيها الزملاء بالاستماع
إلى نشرات الأخبار المختلفة وتفريغها وإرسالها إلى قسم التحرير. ولكن سرعان ما تدفقت موهبة هذا المهندس البارع خريج جامعات الاتحاد السوفييتي السابق على ما يظن الصاحب اللاهب .
ولدى احتكاك الصاحب مع أبو إبراهيم والذي دخل القفص الذهبي بعد عمله في جريدة الفجر وهو شقيق وزير القدس الأسبق الشيخ خالد أبو عرفة المبعد إلى رام الله بتهمة أنه من المحسوبين على حماس مع مجموعة من زملائه من نواب دائرة القدس عن المجلس التشريعي الفلسطيني، بدأت سمات هذه الشخصية تتضح رويدا رويدا أمام الصاحب الذي اكتشف أنه أمام إنسان على خلق رفيع وشديد التهذيب ومثقف له موقف سياسي مبدئي في إطار المنهج اليساري وإن كان قد غادر هذا المربع بهدوء لاحقا وأصبح أكثر ميلا للفكر الليبرالي “الحر” كما ظهر من بعض الفعاليات التي شارك فيها محليا ودوليا.
كما أن الصاحب لاحظ أن أبو إبراهيم الذي بدأ يتطور كفنان كاريكاتير لاذع سياسيا واجتماعيا هو شخص خفيف الظل وصاحب نكتة وسخرية محببة عندما نشر قصيدة حلمنتيشية من أبيات قليلة يتندر فيها على عدد من الزملاء في جريدة الفجر ومن بينهم الصاحب الذي قال فيه إبان الانتفاضة الأولى.. أنه على أطقم التلفاز قد وصل العلا.
كما قام برسم صورة بوستر أو بورتريه للصاحب إثر اعتقاله بداية الانتفاضة وتحطيم أنفه ربما لمنعه من “شمشمة” الأخبار عن بعد؟ وهي الصورة البورتريه التي يستخدمها الصاحب على صفحته على الفيسبوك حاليا وقد ظهرت اللاصقة على أنفه المكسور المعوج بفعل الاعتداء الجبان من قبل أفراد حرس الحدود الإسرائيلي في الطريق إلى معتقل المسكوبية سيء الصيت كما اطلق الفنان ابو عرفة لقبا ساخرا على فنان الكاريكاتير الصاعد عصام احمد الذي حاول تقليد أسلوب الفنان الراحل الخالد الشهيد ناجي العلي، وبما أن رسوماته الكاريكاتيرية كانت هشة وضعيفة وسكر قليل على رأي خليل.. فقد لقبه خليل أبو عرفة ب “صندلة ” على وزن حنظلة أيقونة ناجي العلي.. مع احترامنا لـ صندلة بلد زميلنا وحبيبنا وليد العمري مدير قناة الجزيرة في القدس وفلسطين والتي تقع على الحدود مع مدينة جنين في الداخل الفلسطيني.
ويذكر الصاحب أنه ربما كان أول من نشر تقريرا صحفيا عن صعود الفنان خليل أبو عرفة والبصمة التي حققها في عالم الكاريكاتير. وبعد إغلاق الفجر انتقل أبو عرفه للرسم في جريدة القدس المشهورة بتشجيع من الصاحب الذي رغب في أن يكون حجم الكاريكاتير الذي ينشره أبو عرفه أكبر من المعتاد وأن يكون ملونا وليس أبيض وأسود لأن ذلك يكسب الكاريكاتير ويضفي عليه نوعا من الأبهة والفخامة إلا أن هذا الترتيب والتفكير من ناحية الصاحب لم يتم الا في حالات نادرة جدا على ما يذكر الصاحب اللاهب. ولكن خليل واصل دربه في عالم الكاريكاتير بنجاح حتى غدا من رسامي الكاريكاتير المعروفين والذين يتم استضافتهم في معارض وفعاليات دولية في هذا المجال.
ومضت الأيام ودار الزمن ليثبت أبو عرفة أنه فنان ورسام كاريكاتير أصيل تمكن بالجد والمثابرة والاطلاع على فن الكاريكاتير حول العالم من تكريس أسلوب خاص به في فن الكاريكاتير بما يعالج مختلف مظاهر وظواهر الحياة دون استثناء ولتكون له بصمته الخاصة والواضحة ونكهته المميزة عن فنانين آخرين .
فنان الكاريكاتير خليل أبو عرفة.. فنان متنوع يطور نفسه ويجتهد باستمرار لتقديم ما هو أجمل وأكثر إبهارا وهو يدرك خطورة الرسائل البليغة التي يستطيع الكاريكاتير إيصالها بأقل الخطوط والكلمات ودور الكاريكاتير في التعبير عن مزاج الجماهير وقياس نبضها بومضة خاطفة يمكن أن تكون كالشرارة التي تؤدي إلى شبوب حريق هائل .
الفنان خليل أبو عرفة.. قيمة فنية في مجال الكاريكاتير، ساهم في تجسيد حالة من جعل الكاريكاتير على رأس الأولويات في أية مائدة إعلامية او ثقافية، فالكاريكاتير هو فاكهة جنة الصحافة خاصة المطبوعة ولاحقا الإلكترونية حيث لا يمكن الاستغناء عنه بتاتا .
أجمل التحيات لرسام وفنان الكاريكاتير خليل أبو عرفة الذي ما زال شاهرا ريشته الفنية على خط الرسم الأول في الدفاع عن أحلامنا في الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال.
