يوميات مغترب

عبد الغني المخلافي | اليمن

1- مجهول

حسب تقديري، في الخامسة عشرة
من عمره .
قطع الشارع نحوي بذعر .
سألني عن الجبل المسكون بأقاربه
المجهولين .
قال بتلعثم : اليوم مع المهرب وصلت بعدما شاهدت الموت في رحلتي أكثر من مرة.
-ما الذي دفع بك إلى المغامرة.
يفترض أن تكون في مدرستك بهذه السن .
أرخى رأسه المغبر
إلى الأرض وعاد يقول :
معظم الأقارب في مثل سني
يعملون هنا .
أشرتُ إلى الجبل القابع خلف الحي
– ستجدهم هناك ، إن سلكت
من هذا الطريق المختصر.
في وجهي ابتسم بفرح
ثم التفت يمينا ويسارا وانطلق.

2 – موهبة فذة

انقطعنا عن بعضنا منذ زمن بعيد .
ذهب للعمل إلى بلد عربي
وأنا أيضا التجأت إلى الغربة ..
كان يجمعنا حب القراءة والكتابة
فيما مضى وكان لصديقي هذا
موهبة أدبية فذة .لو كتب لها الاستمرار لمنحته مكانة مرموقة
بين أدباء جيله .
بعد لقائي به اليوم والتحدث معه في شؤون مختلفة سألته عن مصير تلك الموهبة التي كانت مصدر غيرة لنا
نحن أصدقاؤه رد قائلا : موهبة الأدب ” لا تؤكل عيش” يا صديقي. لذلك تعمدت قتلها.

3- فكرة

كنت قد عدت مسرعًا بفكرة مختمرة وعليّ إنزال طنينها المتوارد بإلحاح في رأسي ..
لحظات التجلي ،لا تحتمل التأجيل..
عليّ استغلالها وعدم ترك أي شيء يعيق مخاضها ، وإن كان ثميناً جداً ..هي نادرة وغير مهيأة دائما ..
ما كان يعتمل للأسف وأنا في وضعية الاستعداد ،تبخر ، وحل التوتر مكانه على إثر طرقات مفزعة توالت على باب غرفتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى