غبار

مروان عياش | سوريا

وأنا…..
أفقد بعض دمي المترامل
وأنا…..
أَتباخر مع رذاذ خريف باهت
وأنا في البحر الواهن
أسجي وساوس الحياة
باحثاً عن غرق ينقذ حنقي المذهول
ألاقيك يا وطني….
برزخاً بين الأكوان المتهالكة
ماهتاً ترتعش الحياة فيك
ألاقيك
وأنا أقلب مساءاتي
الحانية لرائحة الشرق
أرتب نظراتي… ممزقة العناوين
أمرر الدروب عاصفةً بالذكرى
فألقاك يا وطن المذهولين
لا أنت أنت
ولا أنا حيث أنت
و تمضي بنا زهوة ً
يا تراب العمر الناحب
و ذَرك أقل من غبار معصوف
يتشبث بمقاعد الريح البائسة
مسحوق
يصبغ وجه السفر المُلقى
فوق حيرة شهباء
ألقاك مزدحماً عليّ
بمكانات الزيغ
لا أنت أنت
ولا أنا حيث كنت
ألقى وجوهاً مغبرة بطلع الشقاء
ألقى قلوباً موثونة بالحزن
والزمن رفات
تَزُوره المناسبات المقيتة
تتلمظه كالأفاعي
تنفث فيه كوابيس الموت
فلا أنت أنت.
ولا أنا حيث أكون…
ألقاك يا وطن المذهولين
كأن هشيم التاريخ غبار على وجنتيك
و اِبتسام الأمهات عالق
في صباحك المستاء
كأن رائحة الخبز الأصيل
تنبعث من مراجيح الضحك
كأن الصور ذات اللونين
وشم على جدران الطين الحنونة
وكأن الشتاء المر يغازل
سيقان الحَور الفرحانة بالشمس
وكأنك أنت….
ولا أنت أنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى