قف على الباب
شعر: هلال بن سالم السيابي | شاعر عُماني ودبلوماسي سابق
قف على الباب وقفة العشاق
بفؤاد مضنى ودمع مراق
///
لاهب الجنب واري القلب
سيال المآقي بمدمع رقراق
///
مستطارا من شدة الخوف
مغموما. كأن السعير بين التراقي
///
فلعمري ليس المقام بهزل
بل هو الجد مؤذنا بالفراق
///
فلتغادر “عسى و”سوف”
فإن الأمر والله ماله من راق
///
ولتسر للإله مجتمع الهم
إليه من قبل يوم السياق
///
ولتقم خاشعا بقلب منيب
مشرئب إلى رضا الخلاق
///
ولتقف – يا أخا الفناء – ذليل
النفس – فالعز للإله الباقي
///
فإذا التذت النيام بحلو النوم
كنت السهران دامي المآقي
///
وإذا أسدل الظلام عليهم
برده كنت مشرق الآفاق
///
سبح الله خاشعا مستكينا
وكأن الجحيم منك بساق
///
فبهذا تنال ما عز من مجد
رفيع وما علا من مراق
///
أبدًا، والإله ما سبح الرحمن
من لم يكن بحال انسحاق
///
فمقام العظيم أعظم من أن
يجتليه إلا ذوو الاشفاق
///
الكرام الألى إذا ما دجى الليل
عليهم ضاءوا من الإشراق
///
وقضوه ما بين ترتيل آي
وصلاة ولوعة واحتراق
///
ركعا سجدا وأرواحهم في
حضرة القدس والشداد الطباق
///
لا يرى الليل منهم غير تهويم
قلوب ومدمع مهراق
///
ملأتهم مخافة الله فانصاعوا
إليه في ذلة واشتياق
///
وإذا حلت الهداية نفسا
بلغت غاية المدى الخفاق
///
فاركب الليل صهوة وتسنمه
جوادا واسبق مع السباق
///
واختم العمر بالفرار إلى الله
تفز بالسباق يوم السباق
///
عز من جد للإله وأوفى
بكمال الهدى وحسن الخلاق!
4 محرم 1434
2013 / 8 / 11