موسم الأمنيات
نور الهدى شعبان | سوريا
في موسم الأمنيات تتمرد الأحلام على الحقيقة؛ تجني الحقول الصفراء المنهكة ثمار السعادة من حبال الذاكرة الممددة فوق الساعة الرملية، الوقت يخفق ببطء يهرول مسابقا أنفاسه لحظة انعطافه على صدر الظل.
الشمس تضرب ظهره المتكئ على جدار الكلمات العاجزة عن تقبيل الحلم المحقق لبضع وقت، تحاصر عقارب زمنه فتغفو في علبة الصوت المختنقة بالبوح أمام ضجيج طفولتها صخبها شغبها.. ضحكتها ..التي بعثرت كل التفاصيل.. بهجتها التي كانت تسابق الريح لالتقاط ثمار السعادة الذابلة عن شفاه المكان ..
تسلط عليه الصمت بينما كان الركام حولها يتراقص ، ظل الشجرة المائلة للاشتعال حمل في جنباته حكاية شغف يتسلل من تفاصيلها الحزن و ينعش المتعب في اسفاره من حر الاحتمالات ..
شيء ما مختلف لم يخطط له .. كان وليمة حضرها القدر بعناية و في غفلة التهمت كل التفاصيل و أشعلت موسم الأمنيات بالأمل ..
شام: أرى في عينيك بلد محطم وحيرة بيوت تلاصق وجهها البشوش بركام الارض بعد معارك طاحنة هل غلفت الطريق بالبكاء والقلق ..
تميم: لا يطلق تنهيدة طويلة أنا سعيد بموسم الأمنيات لهذا العام المختلف لربما اتفحص دقائقي المسرعة أو أجني لسلام روحي بعض من شغبك .. اتعتقدين أن الحقيقة والخيال سيكونا على أمل اللقاء أو النجاة من الكارثة يوما ما يا شام ..
شام : تطلق ضحكتها العفوية تمسك يده المشتعلة بالحرارة تراقب عينيه الحائرة المترقبة بصمت لكل تفصيل أتعلم يا تميم لم أكن أعلم أن موسم الأمنيات بين يدي وأنا من كنت أبحث عنه بين عتاد. المسافرين فوق رفاة أحلامي لم أكن أعلم ان باستطاعتي أن أجدل من ذيول الشمس الغاضبة بعض النور لأمنيات علقتها في السراب ..
تميم : هل تعتقدين أننا نستطيع أن نجابه الحقيقة و نتمرد على قوانين الواقع دون أن يحكم على أحلامنا بالنفي من موسم الأمنيات ويصبح اللقاء محض خيال ..
شام : تلمس وجنتيه وكأنها تتفحص تفاصيل الحزن المتدفق عبر نوافذ الزمن المتهاوي فوق جثث رغبات لم تطالها مخالب اليأس بعد
أعتقد أننا بخير حبيبي ذاك الحطام الذي يحمل حقائب العائدين لإعماره مليئة بالرغبات والصرخات هنا وهناك
تستجمع قواها و تبتسم رغم لهيب الشمس ..
واعتقد جدا أنني معك ابتسم بوجه الأبواب المغلقة وأغلف أوراقي بثمار السعادة التي قطفتها اليوم من دالية الأشواك رغم طول الطريق ولسعات الزمن ..