أكره نفسي

زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا

أكره نفسي حين أَهُمُّ في صعود الدرج الكهربائي ،

أشعر أني كائن مزعج و عديم الضمير

لأني أجبره على الاستيقاظ

و رمي كامل ثقلي عليه .

أشعر بذنب عظيم حين أقف عليه ،

هذا الشعور يلازمني طوال الوقت .

أعتذر له في كل مرة

و أوضح له بأني مجبر على فعل ذلك

و أوضح له أني على الأقل أحاول أن أكون خفيفا

فأفرغ رئتي من الهواء رغم علمي

أني اضحك على نفسي

فالهواء الذي في حنجرتي لا يشكل أي ثقل إضافي .

أقول له يا ليتني أمتلك جناحين

لأمر بهدوء من فوقه .

أحيانا أتمنى ألا أكون موجودا في الحياة

حتى لا أتسبب بكل هذا الألم له

و لا أشعر بما أشعر به في هكذا موقف .

هذا الشعور ينتابني مع كل أنواع الدرج و المصاعد

و مع كل شبر أرض أدوسه .

أشرب حتى الثمالة

كي أنسى وجع الأدراج و الأرض .

أصعد المترو

الكل مشغول بحزنه .

أظل أضحك حتى يضحك الجميع .

أنظر من النوافذ

ألمح ضحكات المارة

و هم يشيرون بأيديهم .

أنزل في محطتي الفارغة

أبكي ثم أغادر و أنا أبكي .

أقف أمام شقتي

أدخل المفتاح في بابها

بكامل ابتسامتي .

أتظاهر بالنوم و أنا أتألم على الباب الذي أيقظته من النوم

و السرير الذي أثقل عليه و الوسادة التي أغرقها بدموعي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى