سَماوات
سنا نضال ديوب | سوريا
تجسُّ نَبضي السّماء ..أراها كلّ يوم تلوٍّنُ نَفسَها بمُختَلَفِ الألوان..تضبطُ تواقيتَها دونَ ساعة ..تحملُ ملايين ملايين الأماني في عاتِقها..تحضُنها ليلاً حتّى لا تظهَر وَ تذهَبُ بِذرّاتِها صَباحاً إلى الشّمس..تكتُبُ أجملَ السّطور بنجومها ..وَكأنّها تُلقي عنواناً منهجيّاََ عَن البساطة ..وَعن التّفاصيل الصّغيرة
يَقِفُ القَمر كَحارِس ..يذوبُ الشّر وَيترمّد في سوادِ اللّيل ليتلاشى مِن شدّة جمالِه! ليخسَر أمام الأماني المُختبِئة في ذاتِ المكان …
وَمعَ كلّ تلاشٍ صغير تتولّد النّجوم ..تحلّ في كلّ بُقعةٍ نجمة لِتُضيأَها ..
لُغة السّماء الأجمل على الإطلاق ،الأصعب قِراءةً ..لَكِن الأشدّ سهولةً وَبساطة ..الأصدقُ حَرفاً،وَالأروع جمالاً على الأعظميّة
فقَد عَكَست في نهارٍها البَحر..وَ صَنَعتْ في لَيلِها الأسرِجة..
احتوَت في فترةِ عَصرِها رِمالَ الصّحراءوَ في فَجرِها دِفءَ الشّتاء ..ابتسَمت بِشَمسِها وَ بَكَت بِغيومِها
رَمَشت بِعصافيرِها وَ تكلَّمَت بِألحانِهُم ..أعلنت صفاءها كذروةِ ما لا نِهاية مِن الزّرقاويّة المُسالِمة
هَكذا نَحن .. نحنُ بِمُهجاتِنا وَ شَخصِنا صٍغارُ هَذِه النّسخة الكبيرة ..
هَذا الكونُ البَسيط المُعقّد الواسِع العَظيم ..وَأفكارُهُ الرّهيبة ..
توهّجي يا جمائل السّماء المُصغّرة….وَانبِتي الحدائِقَ مِن وَدَقِنا ..