خَالَتِي بَهِيَّة للجيزاوي تَرصدُ تغيرات الهُوِيَّةَ المصريةَ في 50 سنة
القاهرة | خاص
صدرت رواية خَالَتِي بَهِيَّة للكاتب الروائي خليل الجيزاوي عن الهيئة المصرية العامة للكتاب يوليو 2021، وهي الرواية السابعة في مشروع الجيزاوي الروائي، والغلاف تصميم هند سمير، جاءت الرواية في 260 صفحة من القطع المتوسط، واثني عشر فصلا هم على التوالي: عــــــمُّ عَــــبْـــدُهُ/ السَاقِيَـــةُ القَدِيْمَــــــةُ/ الطَنْبُورُ/ النَّوْرَجُ القَدِيمُ/ إِمَامُ الحَدَّادُ/ جَابِرُ النِوِيهِي/ خَالَتِي بَهِيَّةُ/ سَمِيحَةُ داية ومَاشِطَةُ/ عَبْدُ الفَتَّاحِ المِزَيَّنُ/ طَبْلَةُ وَهِيْبَة/ عَمُّ زَكَرِيَّا/ مَسْعُودُ الطَحَّانُ.
روايةُ خَالَتِي بَهِيَّة للكاتب الروائي خليل الجيزاوي تَرصدُ الهُوِيَّةَ المصريةَ من خلال جملة التغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي لحقت بالقرية المصرية خلال الخمسين سنة الفائتة، مع بداية فترة الرئيس أنور السادات، وانتصار مصر والعرب في حرب أكتوبر عام 1973، ونتيجة ارتفاع أسعار البترول بين عامي 1974 و1975، قامت مشاريع عُمرانية كبيرة في البلاد العربية، وفُتِحَتْ أبوابُ السَفرِ أمام المصريين أصحاب المهن الحُرَّة، وعَادَ المُسَافرون من أبناء القرية؛ ليهدموا البيوت القديمة المبنية بالطوب اللبن؛ ويبنون البيوت الحديثة بالطوب الأحمر والخرسانة المسلحة، مع دخول الكهرباء القرية عام 1977، تغيرت القريةُ تمامًا، وانقلبتْ رأسًا على عَقِبِ، خلال عشر سنوات من بداية عام 1980 وحتى عام 1990 ولم تعدْ القريةُ التي تربيت فيها ووعيتها خلال فترتي الستينيات والسبعينيات، لقد اختفت ملامح القرية القديمة شيئًا فشيئًا، ولبست القرية الجديدة ثوب المدينة، بعد دخول الكهرباء وبناء البيوت بالطوب الأحمر والخرسانة المسلحة، وأصبحت بيوت القرية ثلاثة وخمسة أدوار، وانتشرت أطباق الدش اللاقطة للقنوات الفضائية بأسطح القرية، وعرفت القرية المقاهي الشعبية التي تسهر حتى صلاة الفجر، ولم يعدْ الفلاحُ ينامُ بعد صلاة العشاء؛ ليذهبَ للحقلِ قبل شروق الشمس كل يوم، واختفت الساقية ومن قبلها اختفى الطنبور والمحراث اليدوي، وحَلَّ محلهم الجرار الزراعي وماكينة المياه التي تعملُ بالجاز، واختفى منادي القرية بعد ظهور ميكرفون الجامع، واختفت الماشطة بعد ظهور الكوافير، روايةُ خَالَتِي بَهِيَّة تُعيدُ كتابة التاريخَ الإنساني لشخصياتٍ من لَحْمٍ وَدَمٍ عاشوا بالقرية وعاصرهم الراوي وسرد حكاياتهم مثل: عم جابر النويهي مُنادي القرية، وعم إمام الحداد، وخالتي وهيبة وطبلة رمضان، وسميحة الماشطة، وعم عبد الفتاح المزين، هكذا يسرد عم عبده بطل الرواية بكثير من الأسى ذكرياته مع الطنبور والساقية القديمة، والشيخ حمزة البدوي مؤذن المسجد الكبير، والحاجة ونيسة التي رفضت بيع أرضها وزرعتها بنفسها، وعم عبد الحميد القلشي وألغازه الحسابية التي عجز أهل قريتنا جميعًا عن حلّها، وخَالَتِي بَهِيَّة أشطر وأمْهَرُ مَنْ قَعَدَتْ قُدام الفُرنِ البلدي في يوم الخبيز، روايةٌ تَسْتَعِيدُ وتَجترُ ذكريات العمر الجميل، أيامُ السهرِ مع يد الطنبور، والغناءُ على مدار السَاقية القديمة، وترديدُ أغاني حصَاد القمح مع النورج وريّس المِذْرَاة، أو محاولةُ الهُروبِ من حِلاقة عمّ عبد الفتاح المزين وقعدة القرفصاء على مصطبته الشهيرة، روايةٌ تَسْتَعِيدُ صوتَ عم جابر النويهي وهو يَلِفُ شوارع البلد في نَفسٍ وَاحدٍ، وفي خمس دقائق كأنَّه قد رَكِبَهُ عفريتٌ من الجِنِّ ويَصْرخُ وهو يجري قائلا: حريقة يا بلد، وذلك قبل اختراع مكبرات الصوت وقبل دخول الكهرباء قريتنا، رواية تَسْتَعِيدُ وتُسَجِّلُ أَغَانِي الحَصَادِ وأَغَانِي عُمال التراحيلِ، وأَغَانِي ليلة جلوة العروسة وأغانيها المكشوفة، وَأَغَانِي يَوم طُهُور الذُكُور، وَأَغَانِي ليلة حِنَّة العريس والعروسة، وَأَغَانِي يوم الخَبيز، وَأَغَانِي خالتي وهيبة مع طبلتها الشهيرة طُوال شهر رمضان، روايةٌ تُعيدُ اكتشافَ وكتابةَ تَاريخِ القريةِ القديمة للأجْيَالِ الجَدِيْدَةِ مَرَةً أُخْرَى قَبْلَ أَنْ يُنْسَى، وتَكتبُ أَغَانِيْهَا قَبْلَ أنْ تَضِيعَ وتَمُوتَ، كما رَحَلَ وَمَاتَ أبطالُ هذه الروايةِ الحقيقيين.
الجدير بالذكر أن الروائي خليل الجيزاوي، عضو مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، ونادي القصة بالقاهرة، ودار الأدباء، وأتيلييه القاهرة، أصدر ست روايات: يوميات مدرس البنات، مكتبة مدبولي 2000، أحلام العايشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003، الألاضيش، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004، مواقيت الصمت، الدار العربية بيروت ومكتبة مدبولى بالقاهرة 2007، سيرة بني صالح، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الإمارات 2015، أيام بغداد، مؤسسة دار المعارف للنشر والتوزيع بالقاهرة 2019، وثلاث مجموعات قصصية: نشيد الخلاص، هيئة قصور الثقافة بالقاهرة 2001، أولاد الأفاعي، الكتاب الفضي، نادي القصة بالقاهرة 2004، حبل الوداد، سلسلة أصوات أدبية، الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 2010، وكتابان في النقد الأدبي: مسرح المواجهة، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004، يوسف الشارونى .. عمر من ورق، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2009، وصدر عنه كتابان نقديان: خليل الجيزاوي وعالمه الروائي، للناقد إبراهيم حمزة، دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة 2011، سيميولوجيا الخطاب السردي عند الروائي خليل الجيزاوي، للباحثة الجزائرية راضية شقروش، دار سندباد للنشر بالقاهرة 2014، وقد شارك الجيزاوي بالكثير من المؤتمرات الأدبية، ومَثّلَ مصر بالعديد من المؤتمرات العربية مثل: مهرجان العُجيلي للإبداع الروائي في مدينةِ الرِقّةِ السُوريّة 2010، وملتقى الشارقة للسرد العربي بالإمارات 2015، وحصل على العديد من الجوائز الأدبية مثل: جائزتي نادي القصة بالقاهرة في القصة القصيرة والرواية عام 1988، وجائزة محمود تيمور في القصة القصيرة من المجلس الأعلى للثقافة 2002، والجائزة الأولى في مسابقة إحسان عبد القدوس عن رواية أيام بغداد عام 2019، وله تحت الطبع: رواية البومة السوداء.