سلطة الضبط عند بطلة رواية ” الموج والحشيش” للجزائرية حياة قاصدي

أحمد  ختاوي | ناقد جزائري

من النتاجات  الفاعلة  المفعلة  للفعل الحركي الاستنباطي في المشهد الروائي  الإنساني، وأنا أعبر  مدارجها أي  الرواية: الموج والحشيش أستوقفني، هذا  الاهداء،  بالأحرى  هذا التصدير: “إلى تلك الجثث العابرة التي تصدح أناشيدها الأخيرة للوطن إلى قلوبهم وهي تعيد ترتيب دقاتها على أمواج البحر، إلى كل من حمل حقيبة سفر رفضت أن تدسّ في ثناياها قلبه، ليتركه هناك مع النوارس وعناقيد العنب وأول بهجة عرفها…بهجة الحب. “

غمرني استيطان مفعم  بالجوى  وأنا أتلمس  – ميمنة –  هذا المدى “عرجون بلح  للوطن المفدى، فاطمة  ومن معها  تواشيح  بخور  تنبعث من  ذات لم  تتحلل  ولم  تتعفن بقدر  ما  كانت مسكا وهي  تعبر  مواجع  الغربة عبر تابوت  لم  تسعه  المرافئ ولا صخب  البحر، كانت فاطمة وما تفتأ  ومن معها معان وعناوين للوجد  للتحدي   للجلد   في اسمي  وأبهى صيرورته  المتقدة .

قد  لا يخال المرء نبراسا ينبعث من  التابوت أو  النعش،  إلا إذا أبى.. فاطمة  ومن  معها  في  هذه  الرحلة من البرزخ  إلى  البرزخ  مدى آخر، لا ينطق  عن  العبث، هي ومن  معها  في  هذا  المتن “أرجوحة  وطن  ينشد  مبحوحا  ترانيم  صدى.. ضمن  هذه  الكينونة تسافر بنا الأديبة، الروائية الجزائرية حياة قاصدي المقيمة بفرنسا على صهوة “الموج  والحشيش”  وهي  تقول  للطحالب “افسحوا  الطريق، فاطمة  ومن  معها لم تصلب كما   عيسى عليه  السلام ، لم  تقدم  عروسة  حسناء للنيل في الأساطير  المصرية  لم تكن لاعشتا رد في  الأساطير  البابلية  أو الأشورية، فاطمة ومن معها أنشودة وطن  على  متن  صهوة  فارس اسمه  وطن..

من  هذا النوى، تستقي الروائية الجزائرية حياة  قاصدي معمارها الهندسي بمعول إبداعي لما بعد  الحداثة مع شذرات  من  تضاريس المباني  ما قبل رواد الرواية  الجديدة: ” غريبيه، ونتالي سالوت وكلود سيمون”  وغيرهم  وهي تختزن بين  طيات  هذا  المتن بلاغة  الروئ  بارتدادية  الفلاش بك تثمينا  لرواد ما قبل

رواد  الرواية  الحديثة: لتطل  على –  معالم البالزكية والنجيبية (نسبة إلى نجيب  محفوظ)  بمنظار  معاييرها  التحديثية، وهي تراها –  وذاك ما استنتجته خلال  عبوري لهذه المواجع  –  فنيا – بوعي فني ماتز ،  لافت  ومتزن،

الأديبة،  الروائية حياة قاصدي ضمن  هذا  العبور  الآسر تورق  الحب  حبا وكفى لا  تعدو –   وهي تقدم  التعازي للحب بحب  ملائكي سردي  ماتع وبسلطة  عينية ..،  لا تعدو  حاشية  في  المبنى  العام  والهيكل  الاستنباطي لذات  الرواية ، بقدر  ما روضت  الصورة  والمنحى  والموئل  وفق مدارات  المد  والجزر  بوعي ساردة  تتحكم  أيما  تحكم  في أدواتها  الفنية ومبانيها الهندسية الارتدادية، مما ينمّ  على أنها تتحكم بوعي إباعي  وتقني في ناصية  القول ، فتلجمها  بسلطة  ضيط  مسؤولة  – فنيا –  وتسريديا ، في  تعاضدية  مبهرة، وإستطيقيا  لمنح  الاتزان  السردي مداركه وآلياته في  ممكن  الممكن  التسريدي..

من نتاجات دار  الامير حديثا  هذا العمل المسجى على كفن  حب  وفى حتى  لا أفقدكم –  أعزائي  القراء نكهة اقتفاء أثار  فاطمة  ومن  معها أقف  عند هذا  الحد،  هذا  عبور خاطف،  وتقديم  لمتن  صادر  عن  دار  الأمير للنشر حديثا

ولي أوبة  بالتفصيل لفاطمة، يافاطمة  مهلا، شوقتنا إلى المزيد، فاتركي  كما يقول  المرهفون  من  الفنانين نتركها لكم  مفاجأة،  فلتكن،  اتفقنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى