أوَ تبكي
أسامه الخولي | مصر
أوَ تبكي؟!
قلتُ يجفُّ النهرُ ونحن نيام
وتصيرُ الأرضُ ملاجيءَ
أضرحةً
ويمرُّ العمرُ خيامْ
ونورِّثُ للأطفال مشاهدَ باهتةٍ
عن شكلِ الجدولِ
أو
عن شوقِ الزرعِ
إلى الألوانِ
وعن عذراوات النهرِ
تشاغلُ أفئدةَ الوديانِ
وعن ساقيةٍ تنبشُ في ذاكرة الأرضِ
عن الطوفانِ
أوَ تبكي؟
قلتُ لأنَّ الموتَ عزيزٌ جدًا
حين يصيرَ الفعلُ قصيدةَ شعرٍ
ُوالكلماتُ مناسيءَ
يأكلُها دودُ الخوفِ
ووجهُ النهرِ الضاحكِ
محضَ حديثٍ جارحْ
والأعذارُ عواهرْ
أوَ تبكي؟
قلتُ ويبكي عجزُ يديَّ
وقلبيَ
والشطآنُ
وعصفورُ النهرِ
ووجهُ الليلِ الشاحبِ
والأشجارُ
وترعةُ عمي القاصدِ^
والنخلةُ
ذاتُ القدِّ المائلِ فوق الجسرِ
وثلَّاجاتُ الماءِ على أرصفةِ الشارعِ
والموتى
آهٍ واللهِ الموتى
(وبؤونةُ)
والعمَّالُ اليوميونَ
وأنتم
حين يشيخُ النهرُ
ويقطعُ ذاك الحبشيُّ وريدَه
ساعتها
صار لزامًا
تصبحُ كلُّ جموعِ الشعبِ جنودَه
^ ترعة القاصد بطنطا