أنعَى إِلَيْكُمْ ظِّلّي
الأب يوسف جزراوي | شاعر عراقي مقيم في أوروبا
أيُّهَا القارئُ
أنعى إلَيْكَ ظِّلّي
الَّذي قرأتَهُ وشعرتَهُ
قريبًا مِنْكَ جدًا
لحدٍّ وكأنّكَ الَّذي يكتُبُ
أو هُوَ مَنْ يكتبُكَ!
أجَلْ
لَقَدْ انتَحَرَ ظِّلّي
بِجُرْعَةِ حُزنٍ زائِدةٍ
عَلَى صديقِ الرُّوحِ
الَّذي اِنْتَقَلَ إِلَى العالمِ الآخرِ
عَلَى بِساطِ” الكورونا”
فعبرَ ظِّلّي فِي بَغْتَةٍ
إِلَى الضِّفَّةِ الأُخرى مِنَ
لِيتفقَّدَهُ ويردَّ الزِّيارةَ
لأصدقائهِ مِنَ المَوْتَى
الَّذِينَ زاروه مِرارًا
فِي الذَّاكِرَةِ وَالمَنَامِ وَ
لكنّهُ لَمْ يَعدْ حَتَّى الآن!
ربُّمَا قَدْ طابتُ لَهُ الحياةُ هُنَاكَ؟!
أو لعلّهُم أقْنَعَوهُ بِالمُكُ
فمُنذُ أنْ غادرني إِلَى دارِ ا
وأنَا أقيمُ حَزينًا وحيدًا فِي
فأحجُّ إِلَى مزارِهِ فِي الرُّ
وَفِي كُلِّ مرّةٍ أسألُ:
هَلْ أحْببَتَ المَوْتَ يَا رفي
أمْ وجدتَ فِيهِ استراحةً مُمَ
مِنْ شقاءِ الحَيَاةِ وتعبِ ال
وَكَمَا بَكَى كلكامشُ صاحبَهُ
هَكَذَا بكيتُ ظِّلّيَ الحزينَ
الَّذي لطَالَمَا ضحكتُ بوجهِ د
وَهُوَ يُردّدُ:
إنَّ الشَّجَرَةَ لَا يستمرُّ
دُونَ سقوطِ الكثيرِ مِنْ أورا
لَكِنّهُ ماتَ كشجرةِ الخريفِ!
وبِموتهِ غادرَ النّبضُ قَلْبِي
فكَانتْ دموعي
فِي خاصَّةِ نَفْسِي رِثاءً
فِيهِ أنبلُ العِبَارَاتِ الوَ
وَلَكِنّي كُلّمَا رِثَيتُهُ
أسمعُهُ يهمسُ فِي مَسامِعي:
عَلَى فكرةٍ يَا خِلِّيَ الْوفِ
الْمَوْتُ لَا يخبّئُ العُظَمَ