ماذا وراء هذه الأسماء اللقيطة لشوارعنا؟
سليمان دغش | فلسطين
المتابع لأسماء الشوارع التي بدأ المجلس المحلي بإطلاقها على شوارع المغار لا بدّ أن يصاب بالصدمة فهل نضبت منابع لغتنا العربية وجفّت بحارها ومحيطاتها الشاسعة وهي إحدى أغنى اللغات في العالم إن لم تكن أغناها على الاطلاق ففيها أكثر من 13,600,000 مفردة فمن أين جاءت هذه الأسماء اللقيطة التي اختارها المجلس مثل شارع (فيولا وسالي وجنستا ومارغريت وسولين) وغيرها الكثير الكثير من الأسماء الأعجمية التي لا تمت بصلة لا بلغتنا ولا بتاريخنا أو ثقافتنا وحضارتنا العربية ولا تنتمي لجغرافية المكان الفلسطينية العريقة. فمن اختار هذه الأسماء ومن صادق عليها؟ وهل تم اختيارها عشوائياً عبر محرك جوجل؟ أم انّ وراء الأكمة ما وراءها وأنّ ثمة مؤامرة خطيرة تستهدف مسح ذاكرتنا وتاريخنا وجغرافيتنا وارثنا العربيّ الفلسطينيّ الغني بالأسماء العربية الراسخة في وجدادنا رسوخ السنديان والزيتون في هذه الأرض المقدسة التي رواها الآباء والأجداد بعرقهم ودموعهم ودمائهم الطاهرة وحافظوا عليها لتحافظ علينا وتركوها لنا أمانة وعلينا أن نسّلمها لأجيالنا القادمة كما هي بأسمائها التاريخية العربية سالمة سليمة من أي تهجين أو مسخ فللأسماء مدلولات تتعدى كونها كلمة في اللغة بوصفها موروثاً شعبياً وحضارياً لا يحق لأحد أن يتطاول عليه ويمسحه من ذاكرتنا الجمعية المتوارثة عبر العصور.
ومن حقنا أن نتساءل هل خلا تاريخنا العربي من رجال وأبطال ورموز وكتاب وشعراء وعباقرة لعبوا دوراً بارزاً في التاريخ وأضافوا للبشرية الكثير في مجالات العلم والفلسفة والسياسة والأدب والثقافة والفن والموسيقى والحضارة الانسانية ويستحقون التخليد بإطلاق أسمائهم على شوارعنا؟
لا ندري بالتحديد من اختار تلك السماء الهجينة ولكني أحمّل إدارة المجلس ورئيسه المسئولية الكاملة وأطالبهم بإزالة كل الأسماء اللقيطة التي وضعت على الشوارع فوراً وتغييرها بأسماء لها علاقة بلغتنا وتاريخنا وحضارتنا العربية العريقة وانتمائنا الوطني لأرضنا وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.
واعلموا أيها السادة أنّ تزوير التاريخ ومسح الذاكرة الوطنية الجمعية هو جريمة بحق المغار وأبنائها وأجيالها القادمة، فمن ليس له ماض لن يكون له مستقبل أبداً.