أنا والذئب وقيصر

سليمان أحمد العوجي | سوريا

المرأةُ التي كانتْ تصبُّ
زيتَ ( أحبكَ) على نارِ
( أحبكِ) فأفيضُ كنهرٍ طائش..
كانتْ لي…
المرأةُ التي مسحتُ على
جبينِ حسرتِها بكفِ قلبي
وأشعلتُ ابتسامتَها برغمِ
مزاجِ الريح..
كانتْ لي…
كم تضوَّرتُ صبراً
وأنا أُعَبِّدُ الدروبَ لأصنامِها
كمْ نذرتُ للرحمنِ صوماً
لتشفى من برصِ الشكِّ
المرأةُ التي أوقفتُ
ُ لهاثَ السفرجلِ
في حلقِ أيامِها..
ونزعتُ فتيلَ نشوتِها
لم تتنازلْ عن شبرٍ من آه
وحجرتْ عليَّ كما تحجرُ
السدودُ على الأنهارِ المجنونة…
هاتِ دفعةً على الحسابِ
أيُّها العمرُ فأيامي لاتكفي
لأكتبَ قصتي معها..
المرأة التي تصدقتْ بقصائدي للنار..
تطالبُ اليومَ بحضانةِ بناتِ أفكاري…
وتشي بي عند الوالي بأني سلمتُ ( هولاكو) مفاتيحَ
( بغدادَ)..
وتقاضيتُ الرشوةَ عند
أسوارِ ( دمشقَ)..
مقابلَ حفنةِ من السبايا
المرأةُ التي حزنتُ كثيراً لجنونها..
حرضتِ السلطاتِ بأني أكتبُ
بال( هيرووين) حتى
قصوا لساني ومثلوا بجثةِ
نصٍ رضيعٍ كان في حضني
وماتت أكثرُ قصائدي في عرض البحر…
المرأة التي ثقبتْ نعلَ خطواتي في ريعانِ الشوكِ
وقصتْ أكمامي في كانونِ أيامي..
كانتْ لي…
المرأةْ التي تهمسُ للجياعِ والمرضى بأني أخبئُ الغذاءَ
والدواءَ وأشهرُ سيفَ الغلاءِ بحجةِ( القيصر)
و( قيصرُ) المسكين وأنا
والذئبُ الحزين كنا
في إجازةٍ يومَ كانَ ( يوسف)
في الجبِّ..
المرأةُ التي اشترتْ لي قبراً
بلاشاهدةٍ وزوَّرَتْ وصيتي
تقاسمتْ ميراثي مع الغريب..
وسكبتْ حبرَ تأويلي في محبرةِ جاري..
فاختلط حابلُ نثري بنابلِ شعرهِ..
فتجادلنا وتخاصمنا
وتبادلنا الأسرى في آخرِ هدنةٍ..
هي ذاتها من استأجرتْ
تمساحاً وندابةً لجنازةِ
رمادِنا قبلَ أنْ تشعلَ النار
المرأة التي كانت لي..
سأغفرُ كل زلاتِ طينها
وسأتركُ بابَ الوطنِ موارباً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى