موت الأمل
د. مصطفى عارف | العراق
عاد من عمله يحمل بين يديه هدية ثمنيه جمع ثمنها منذ سنوات عدة في خدمة الزبائن يتأمل لحظات تخرجها من الجامعة بعد عناء الدراسة ومشقة الحياة لوالدها المعوز الفقير الذي يعمل حمالا في السوق من أجل توفير مبلغ الجامعة بعد قبول ابنته هناء في كلية الطب,وهي ملاك سماوي فارعة الطول, والجمال, تقام حلفه تخرجها بعد يومين، اشترى لها ملابس جديدة واكسورات, وقلادة فضة وعقدا مرصعا بالجمان، والزمرد التقليدي من شاهين الصائغ – ما أخبار هناء: سأله شاهين؟ – أجابه محمد: احمل لها هدايا بمناسبة عيد ميلادها, وسوف اعمل لها حفلة في البيت نحتفل بها.
– تعلم يا شاهين: أن أمها رحلت, وتركتني بسبب إهمال الطبيبة في تأخير الولادة.
حمل حقيبة ملونة تحمل بين طياتها سماعة طبية وبدله بيضاء نقية وقطعة من الفضة مكتوب عليها (الدكتورة هناء محمد ).
دخل بيته مسرعا يحمل الهدايا بفرح وسرور , وجد بيته مظلما ما عدا ابنته نائمة نوما عميقا، اقترب منها ينادي بأعلى صوته لم تجبه. استغرب من الموضوع!
من عادتها استقبال والدها, وتجهيز الطعام في صالة البيت المظلم , وآثار تهشم الجدران بادية عليه, وتساقط بعض ذرات التراب من سقف البيت, وهناك دائرة كبيرة تحت شباك الضيوف متربع عليها العنكبوت، وبعض الحشرات الضارة, من تهالك البيت وقدمه ,مؤجر من شاهين الصائغ صديقه، إذا تأخر في تسديد الإيجار يرفع السعر حتى يعوض خسارته.
– نادى بصوت عال: هناء احمل لك البشرى, تم تعيينك في كلية الطب.
-لأنك الأولى على الدفعة, سقطت الحقيبة من يده , وهو ينظر إليها, – نادها يا حبيبتي ما أجمل فرحتي وسعادتي وأنت أصبحت طبيبة افتخر بها.
لم تستيقظ, حيره أمرها دخل غرفتها باحثا عنها رأى وجهها تحول إلى قمرا منيرا وشعرها كأشعة الشمس تنير غرفتها, يا الهي اانسية أنت أم جنية ؟ ما أجملك؟
مد يده ليحركها، لم تتحرك، وتحولت إلى فتاة محنطة لا تتحرك .
حملها مسرعا إلى المستشفى القريب الذي يبعد عدة أمتار عن بيته وهي جامدة، لا تتكلم ولا تتنفس- اخبره الطبيب: برحليها أنها فارقت الحياة منذ, ساعتين وها هي روحها النقية تلتحق برب السماوات انظر إليها كم هي سعيدة .
- : صعق بالخبر , وانهارت قواه ماذا تقول لا تمزح معي يا دكتور؟
فخر مغشيا عليه, وفارقت روحه الحياة فتعانقا.
