على شطّ يافا

ماجد الدجاني | فلسطين
على شط يافا بكيت
يافا ذراع البحر عانقني
وقبلني وأدمع
والقلب رغم سحاب أشواق مطير
كان بالأفراح بلقع
ومشاعري
في الرمل في الأمواج
في الطرقات في النسمات
من دفقاتها
في كل ناحية توزع
هل هذه يافا أرومة أسرتي
هو شارع باسم (الدجاني) في ضواحيها
إلى ملقاي مثلي
لهفة ولها تطلع
جدي (فؤاد)هنا أقام لشعبنا مشفى
وأعمل للشفاء لكي يزيل الداء مبضع
وبكيت قدّام المراكب والشباك وصخرة
فرأى دموعي مركب
فبكى وأقلع
يافا بأي عدالة صرنا من الأوطان
كالأشواك نقلع
يافا أتقلع زهرة وكانها
شوك على الطرقات يزرع
والشيخ والبحر الحكاية مطعم
فيه دخلت وكنت أسأل
هل بقلبي مثل شيخ همنجوي
من الإصرار هل سأقول
لا تدمر لابن آدم همة
أم
هل تراني صرت شيخا بائسا
هل شاخ حبي هل فقدت براءتي
أفقدت أفراحي على باب النهار
ومسجد من آل عثمان الخلافة
خلته يحنى خشوعا
رأس مئذنة ويبكي
حسرة أسفا على من ضيعوه
كما بكى مثل النساء
خليفة مُلكا مُضيّع
يا أم عبد الله صوتك خنجر في أضلعي:
مثل النساء ابك الذي شبه الرجال
الملك ضيّع
وبكيت وانفطر الفؤاد وركن أفراحي تصدّع
وبكيت( باب الشمس) في ذات النهار
تمزقت خيماتها ليلا هنا
وعيون أقزام العروبة لا ترى
عمي وبكم ما لهم أذن لتسمع
يمشي على القدمين ساستنا وهم
لو صُنفوا حقا لقيل ذوات أربع
مثل الدمى وحجارة الشطرنج كل سلوكهم
والكل يزعم أنه
ملك … زعيم… قائد
نذل على عرش تربع
يافا أعذري
موج الأسى في بحر قلبي عارم
لكن عزمي مثل موجك
ليس يقمع
يافا وموجك
إن جذري فيك باق
لا يزعزع
سأظل أسمع هذه الدنيا وأعلن:
إن لي حقا
وحقي من يدي هيهات يُنزع
لا لن أدير لهم أنا خدي
ومهما كنت أصفع
يا فا حقوقي لا ترد بحفلة للزار
أو بمفاوضات أثبت عقما
وكل محاولات البعث والإنعاش في
ميت تراها كيف تنفع
بغير السيف كيف الحق يُرجع
قالوا غلابا تؤخذ الدنيا
يحق الحق يبطل باطل
يافا عروس البحر
حين يصول مدفع
درب التفاوض يا عروس البحر قولي
للورى هيهات ينفع
فإلام نبقى في زرائبهم بهائم
يا عروس البحر رُتّع