إعلان: نريدُ معلمًا

رياض ناصر نوري | سوريا

يجيدُ قراءةَ التاريخْ
يبكي طيلةَ الدرسِ ويُبكينا
إذا مرّت في الهامشِ
مفردةُ ” نيرون وروما ”
ويذكرُ الاسمَ الثلاثيَّ
لكلّ جنديٍّ ماتَ دفاعًا
عن الغبارِ العالقِ في حذاءِ الملكْ ..

نريدُ معلمًا في النحوِ الجديدْ
يبرهنُ لنا أنَّ الفاعلَ في هذا الوقتِ
معلومْ
يمكنُ أن يجرَّ مدينةً بكلِّ مافيها …
إلى الصحراءِ إذا جاءَ الظرفُ
بين هلالينْ ..

نريدُ معلمَ “جغرافيا”
يجعلنا لاننامُ حينَ يتحدثُ
عن كثبانِ الرملِ المتحركهْ ..
والمدِّ والجزرِ لبحارِ الأرضْ
يفسرُ لنا أنَّ العواصفَ
هي مجردُ مؤامرةٍ عابرهْ
على بتَلاتِ الياسمينْ
وأنِّ الغيومَ إذا كثُر تقابلها
اعتصرَ بعضُها
ماءَ بعضْ …

نريدُ معلمَ فقهٍ
لايحملُ مِسبحةً من ياقوتٍ في يُمناهُ
ليشرحَ بالدليلِ أنْ
“لو كانَ الفقرُ رجلًا ”
لقتلَهُ الفقراءْ ..

كما نريدُ معلمَ “موسيقا”
يحسِنُ عزفَ نشيدِ الموتِ على النايِ
أمامَ مَن عادوا توًّا من الحربِ
مصابينَ بالانْفصامِ
والدهشةٍ
من بكاءِ الحقولْ
رغمَ وجودِ الماءْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى