هكذا نحنُ دون الحبّ

رياض ناصر نوري | سوريا


حينَ لاينتابُنا الحبُّ
نرى الطريقَ من الشغلِ إلى البيتِ
مليئةً بالألغامْ ..
والبلابلَ فوقَ الشجرِ
مجردَ قطيعِ ذئابٍ جائعهْ
والغيومَ الداكنةَ نذيرَ شؤمٍ ..

حينَ لا نشربُ كلَّ ثانيةٍ
مِنْ ماءِ الحبِّ
تتحولُ سطورُ كتبِ التاريخِ المجيدِ
وسائلَ لتعليمِ السحرِ
فتجلبُ لنا الغائبينَ من الجبناءْ
والأطلسَ الجغرافيَّ للبلادِ السعيدةِ
يغدو جرسًا لايتوقفُ
لبدءِ لعبةِ ” الكراسي الموسيقية ” .

حينَ لانلمسُ السماءَ
كلَّ فجرٍ بأصابعِ الحبِّ
تغدو أثداءُ الأمهاتِ تنِزُّ
حليبَ التِّينٍ بينَ شفاهِ الرُّضَّعِ
الغربان مِنْ سكانِ رفوفِ المطبخِ
وتُمسي أحجارُ بيوتِ الطينِ المنهارةِ
أقراصَ ملحٍ
ترسمُ دوائرَ دمعٍ على وجهٍ النهرْ .

حينَ لانصغي لصوتِ الحبِّ
يعزفُ لحنَهُ الأزليَّ
يعني ..
أنَّ ثمّةَ من شَحَذَ سكاكينَه خِلسةً
لِنحرِ قصائدِ أفراحِنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى