د. باسم أبو عصب.. أمير العطاء بلا حدود وصاحب القلب الكبير
محمد زحايكة | فلسطين
أذكر أن أول معرفة لي بالدكتور باسم أبو عصب عندما قادني الصديق والزميل أسامة الشريف الخبير العالمي في رياضات الدفاع عن النفس إلى مكتبه في عمارة أبراج القدس في شعفاط .. وإن شاهدته قبل ذلك في فعالية رياضية للمعهد العربي الرياضي، انتدبني فيها مديره العام الرياضي الخلوق فؤاد العبيدي لأكون عريف حفل ربما للمرة الأولى في حياتي وكان الدكتور باسم الراعي الذهبي لهذا المهرجان على ما يعتقد الصاحب.
ومند أن جالسته وحادثته أول مرة أحسست أني أعرفه من أيام الثلجة الكبرى.. فهو شخص يدخل القلب بدون استئذان ويتعامل معك بكل مودة واحترام وحب ويشعرك أنك أنت المتفضل عليه وأنك أنت واهبة أجزل العطاء.. وما إن شرح له الصاحب طبيعة نادي الصحافة المقدسي الذي يتولى إدارته حتى فتح الدكتور باسم قلبه وخزائن عطائه وكرمه رغم أن الكثيرين وقتها كانوا يحومون حوله ناشدين عطائه وإيمانه بالمسؤولية والرعاية المجتمعية ما استطاع إلى ذلك سبيلا. فالحبايب كثر وكثيرون وعن طلب الدعم لا يتوقفون.
ومن خلال هذه العلاقة التفاعلية الإيجابية بين الدكتور باسم والصاحب بصفته مسؤولا ومبادرا عن نادي الصحافة تم تنفيذ العديد من الفعاليات الإعلامية وشبه الثقافية والمجتمعية التي أغدق عليها الدكتور باسم بدون منة أو تشاوف فيما منح الصاحب صلاحيات الإضاءة على مراكز الحياة الطبية دون أن يطلب ذلك ولكن مراعاة لخاطر الصاحب وكأنه لا يريد أن يشعره بأنه متفضل عليه أو أنه صار في جيبته وتحت مظلته.
وتماشى الدكتور باسم إلى أبعد الحدود مع خطوات الصاحب َوتكتيكاته إلى درجة ظن فيها البعض أن الصاحب كان له أثرا غير مباشر في إقحام الدكتور باسم بشكل أكبر في معمعات الحياة العامة بأبعادها المجتمعية والثقافية ولاحقا الرياضية. ومن ذلك أن الصاحب طلب منه الخوض في مسار ثقافي ما والاستعانة برموز ثقافية مقدسية حيث كانت هناك جلسة مع الكاتب والأديب والناقد إبراهيم جوهر ولكن هذه المحاولة لم تثمر لأسباب عديدة ربما منها دخول كثر على هذا الخط كان من بينهم الراحل عبد الرحمن عباد الذي كان على علاقة سابقة مع الدكتور باسم ومؤسسات تعليمية أخرى إلى جانب ارتباط مراكز الحياة ببعد مهني صحي خاضع إلى حد ما لقوى غير راغبة في بلورة هوية ثقافية وحضارية مستقلة.
ومن أبرز الفعاليات الصحية في هذا الشأن الاحتفال المركزي التكريمي لجمهرة الأطباء العاملين في هذا الصرح الطبي الكبير الذي تم في قاعة قصر الحمراء بعد ترميمها حيث رغب الدكتور باسم في أن يكون عريف الحفل الإعلامي تامر عبيدات الذي قال لي: إنه تعرف عليه في إحدى الفعاليات الفنية التشكيلية على ما أظن في فندق السان جورج بالقدس ومن يومها “خرط مشطه”، وصار الصحفي والإعلامي المفضل لديه إلى إن وقع النصيب.
وبإحساسه وحدسه العالي أدرك الصاحب أن هذه “المشمشية” في علاقته مع الدكتور باسم أبو عصب في طريقها إلى النهاية عندما قرر الدكتور باسم خوض غمار عالم الرياضة من خلال نادي الهلال المقدسي ربما بتأثير غير مباشر من صديقه الكولونيل جبرائيل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية أو ربما لأسباب أخرى كثيرة. وهنا ضرب الصاحب “بريك” أو فرمل معتقدا أن الدكتور باسم دخل إلى محرقة فلوس وحقل ألغام ونزيف دائم لا يتوقف، فآثر الصاحب الإبتعاد خاصة وأن بعض متسلقي القمم العالية كما يظن الصاحب اللاهب قد بدأوا يضعون الحواجز والجدران حول الصاحب بعدم دعوته لحضور بعض الفعاليات خاصة الاجتماعية والشخصية.. خشية من أن يأكل الصاحب البلهموطي الجو لحاله لباله وياتي على الأخضر واليابس، غير مبالين بقصة دعم الصاحب رغم أن الدكتور باسم ما زال يشعر الصاحب بضرورة أن يقوم بتوزيع الدعم في 31 شباط من كل عام ، لأن ذلك أمانة في رقبته الى يوم الدين.
من أجمل الأحداث التي تمت بمعية الدكتور باسم أبو عصب هو احتفال تكريمي للصحفيين المقدسيين جرت وقائعه في مطعم بترا جاردنز في الشيخ جراح وتم فيه توزيع هدايا تذكارية منها بلوفونات عادية وأخرى فاخرة حيث أصر الصحفيان الالمعيان تامر عبيدات وأحمد جلاجل على اقتناء الفاخرة منها حتى ينطبق عليهم القول.. إنه فاخر على الآخر.
كما تشرف الصاحب بمعية الزميل الراحل ماهر الشيخ مدير تحرير جريدة القدس والزميل عبد الرؤوف أرناؤوط وآخرين بدعوة على أكلة كرشات وكوارع في بيته العامر كانت من أطيب ما يكون وأراد الصاحب كنوع من التحدي عمل عزومة كوارع وكرشات مماثلة في مطعم بترا جاردنز على شرف دكتور باسم، لمعرفة من أطيب الكرشات الخليلية أم الساحورية فطلعت النتيجة بالتعادل الإيجابي كما يظن الصاحب اللاهب.
الدكتور باسم أبو عصب.. انسان حباب وكريم الأصل والمنبت .. يعطي بلا تردد ولا يتوانى عن الاسهام في رفعة وتطور المشهد الثقافي والرياضي المقدسي رغم تجربته الصعبة في المجال الرياضي .. وهو شخص يمتلك روح المغامرة والاقدام ولولا هذه الصفة والخصلة الجريئة فيه لما تمكن من بناء صرح طبي مقدسي متفرد وكبير . وعلى الصعيد الإنساني هو إنسان كريم ومتواضع ونبيل يتعامل بحب واحترام مع الجميع ويقدر أدوار الآخرين ويحنو عليهم ولا يتردد في المساعدة دونما تفكير لان الكرم طبع في أصله واخلاقه .
دكتور باسم ابو عصب انسان جميل ونبيل وأصيل اذا ” بينحط ع الجرح بطيب ” كما يقال ومن الصعب أن تختلف معه لانه يملك قلبا كبيرا وصدرا واسعا وهو إنسان متفهم لأوجاع الآخرين فهو طبيب أنسان وانسان طبيب .
كل الاحترام والمحبة للدكتور باسم احد رموز مدينة القدس ومناراتها العالية وحفظه الرب العلي القدير ذخرا لمساراتها الإنسانية والصحية والثقافية والمجتمعية والرياضية .