الخوف من الخروج عن المألوف
عبد الله الحكماني | سلطنة عُمان
أكثر ما يعرقل رقي الإنسان وتقدّمه وتصحيح مساراته وتغيير ما ورثه من أخطاء اجتماعية هو الخوف من الخروج عن المألوف فتجده مثلا يرغب في لباس معين ولكنه يخاف أن يخرج عن المألوف من اللباس في مجتمعه وتاتيه ردة فعل سلبية ويرغب في شراء سيارة من نوع معين وغير مألوف في مجتمعه ولكنه يخشى ردة الفعل السلبية هذي لخروجه عن المألوف وإن كان شاعرا او كاتبا يتردد في كتابة مفردة معينة رغم قناعته بانه لا مبرر لرفضها اجتماعيا ولكنه يخشى ردة الفعل لكونها غير مألوفة وحتى من يرغب في قراءة الكتب مثلا وهو في مجتمع غير قاريء تجده يتردد في ذلك حتى لا يخرج عن المألوف وقس على ذلك الكثير والكثير.
اما عن اللوم في هكذا قضايا فمن وجهة نظري أرى اللوم لا يقع على المجتمع بل على الفرد نفسه و ذلك لأن الأكثرية غالبا هي التي على خطأ وليس الفرد وقد قال عن الناس رب الناس الذي هو أعلم بهم منّا بأن(أكثرهم لا يعقلون)و (أكثرهم لا يفقهون)و(أكثرهم لا يعلمون) وغير ذلك الكثير من الآيات القرانية التي لا شك في صدقها لكونها كلام الله خالق الناس!
أما الفردانية فغالبا تأتي صفة للمبدعين والعقلاء وهم قلة قليلة ولكن قدرتهم تفوق الكثرة لأن العقل المفكر اقوى من العقل التابع او المقلّد و لأنهم يسيرون على طريق صحيح وأرض صلبة على عكس الطرف الآخر الذي يحيا كحياة الكائنات الأخرى من مخلوقات الله ثم يذهب من الحياة دون ان يضع بصمته عليها.
فالمرء له الخيار في الخوف من المألوف أو الجرأة على كسر هذا المألوف.
ولا اعتقد بأن هناك شيئا في الحياة يستحق الخوف عدا الخوف من الله سبحانه وعدم الخروج عن حدوده علما بأن هذه الحدود تدخّلت فيها هذه النوعية من البشر وأساءوا إليها لذلك حتى هي أي الحدود يجب أن يتم استخدام العقل المفكر، الخارج عن المألوف في تقبّلها.