أنفاس
لبنى حمادة | مصر
الشمس مصباح يتدلى من عنق السماء
وكل إبتسامتها كذبات مستعارة
تطير لتحتضن بريق عينيها
و أنت تلمس شموخ الوجود
فتسقط إلى أعلى ليخترق قلبك جبل الجليد
و قبل أن تحترق و تصير رمادًا
ينثره الجاهلون ..
يتذكر عزرائيل موعد قتل شاعر
ضاقت به الأرض
ولم تسعه عين الخلود
جافة أنا كغيمة لم يزرها الحلم
إلا مرة واحدة
يوم وعدها بأنه سيعود معبء بالرؤى
ولم يعد .
ضاع و هو يجدف بجناحين ضد تيارت المحتوم
و تركني غارقة في سبات أزلي وجوع بلا منتهى
أنظر للجميع من ثقب ضيق
يشبه رتابة أن تكون حيًا
أنفث غبطتي في وجه الوجود
و أهديه قبلات جافة تمامًا من أهتمامي
أدير ظهري و أجدد النية بألا عودة مجددًا
ولكني أعود ذليلة
أرشيه بحفنة من كذباتي المعسولة
فقط لأني أحب الروتين
و أستمتع بصعوبة الشهيق و الزفير
و أعشق كثيرًا أن ألعب لعبة الحياة
تماثيل من شمع
مصنوعة بحرفية تامة
المخطط الكبير كبير
يشمل كل شئ
حتى تمام الذوبان
كل ما عليك السير على القضبان بذكاء
إبك ..
إبك أكثر
أملاء الأرض بكاءًا
ربما ينبت قدرك قدرًا جديدًا
يليق بنهاية رواية لا تحمل كلمة بكاء
هنا من منتصف الحكاية
أسمع صوت العالم يستجير
البحر ينتفض،
و النهر يبكي،
و الجبال ترتجف خوفًا بداخلي
غريب إحساس الموت غريبًا
مستباح عاري
لك قليل من الأكسجين،
و طيف يراقبك من أعلى قبرك الزجاجي
محاط بشراشف باااردة ،
مصبوغة بلون الموت
وعيون تزف الفراغ إليك،
شوارع بلا ثوار، وصغار بلا حجارة،
أرصفة حزينة ، وأعمدة وحيدة
و كلاب ضالة تعوي حول قبور
مهجورة
أخر عين رأيت بها قطة
تستغيث على حافة شرفتي،
و قطعة حلوى فاسدة
سقطت من حلمي الأخير
قبلة منسية أسفل وسادتي،
و أرواح تزحف ملوحه بكفوف صغيرة
و أمال كبيرة
وحدي في المنتصف..
أحاول أن أستحضر شئ مما قرأت
فلا تسعفني الذاكرة
أنتظر ألف يوم وجة آلفة
فلا يأتي ..
غريبة ..
ألعب أحجية بكل الأبجدية
أحاول أن أكون كلمة إعتذار
و لكني أفشل مرارًا
وحدي أراك وحدك..
ليس عليك إلا أن تكن هادئًا
ولا تلفت النظر إليك
فهم الأن نائمون ..
دعهم حتى تكتمل القصيدة
ربما تتذكر شئ يربت على قلبك
راقب الفراغ بفاه شاغر
و أصبع يشير إلى الأعلى
و لا لا تمت ..
إلا وأنت متيقن إنه موعد الرحيل …