رحمك الله.. يا صادق جواد
حسني نجار | سلطنة عمان – سوريا
كان لي شرف لقائه في ولاية البريمي قبل شهرين ونيف من يوم وفاته، بدعوة كريمة من مركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات. وكان هذا اللقاء الذي جمعني به هو الأول والأخير، ولم يكن يدور في خلدي أننا سنفقده في هذه العجالة.
أعجبتُ به وبشخصه وعلمه وفكره وتواضعه حدّ الانبهار. رجل موسوعي بكل معنى الكلمة. متقد الفكر، ثري المعرفة، واسع الاطلاع. حديثه يأخذ بالألباب ويستحوذ على مجامع القلوب. يناقش ويحاور ويحلل ويقارن. ذكّرني وأنا أنصت إلى حديثه بعلماء المسلمين الشموليين، الذين كان الواحد فيهم عالما وضليعا بشتى العلوم والفنون والمعارف. حدثنا ليلتها عن الفلسفة والديانات والفلك والتاريخ والمنطق واللغة والشعر والسياسة، وسما بنا إلى عوالم بعيدة بفكره الوقاد وعقله المستنير، ونحن ننصت إليه وكأنما على رؤوسنا الطير.
فقد كنت صادقا في فكرك جوادا في عطائك.