همسة قلم
د. أسماء السيد سامح | مصر
مرهقة.. مشوّشة.. لا داعي أن تكتبي اليوم.. ليس عملا إجباريا ترتزقين منه..من يشعرك جيدا يعلم أنك مُرهقة فارتاحي قليلا.. خالفي كل توقعاتك اليومية.. لا تستيقظي في موعدك.. لا تجاملي ولا تبتسمي ولا حتى تختلي بنفسك وتبكي.. دعي الوقت يسير دون تدبُر أو تفكير.. رُبما نمطيّة حياتك هي السبب وراء هذا الاكتئاب.. أعراض اليأس والملل وعدم الرغبة في البوح أو النقاش نمُر بها جميعا.. ربما فترة انفصال عن الواقع وعن الأحلام.. كفيلة بعودتك إلى طبيعتك..وحُبك للحياة.. فالأحلام أحيانا تكون مرهقة كالواقع.. وأكثر.
تلك المنطقة الوُسطى التي تقفين فيها بين الضحكة والدموع.. هي أصدق لحظة تمرين بها.. فعيشيها ولا تهربي منها..اخرجي من هذا الإطار المُحكم والذي صنعتيه بنفسك.. ثم تأملي وجهك جيدا.. عيناكي وابتسامتك ولون شعرك.. ملامحك التي فشل الزمن بالعبث بها.. والحرب التي تخوضيها يوميا لتظلي على قيد الإشراق والجمال.. تشبُثك بالحياة كان وراء هذه الطفلة التي لم تغادرك يوماً..بريق الجنون في عيونك.. طاقة داخلية..ميزة ربانية..أحببتيها فأحبك كل من حولك.. أنت امرأة جميلة وطفلة عنيدة.. أنت دنيا لم تمت بعد ولم تنجح طعنات الزمن في كسرها..تذكري ماذا كنتي تفعلين عند كل اختبار قاسي تمرين به.. كنتي تقتربين أكثر من الله.. افعلي ذلك الآن..فهو يحبك..وإلا ما جعلك تمرين بتلك اللحظات بين الحين والآخر ليقابلك.. ويسامحك.. ويطمأنك..
ولا تراجعي هذه الكلمات مرة أخرى لتُنمقيها..وتصححيها أتركيها كماهي..دعي كل شئ اليوم يسير بشكل مختلف.