فقه القطيع
سمير حماد | سوريا
ما نعيشه في هذه المنطقة تجاوز سِحْر العرّافات، واستشراف الفلاسفة ألى الحد الذي تحول فيه الكائن إلى سلعة في أزمة استهلاكية؛ لا تظهر لها نهاية، وتحولت المكتبات إلى محلات لبيع الإكسسوارات ولعب الأطفال، وامتلأت رفوفها بكتب الطبخ والخزعبلات الدينية والميتافيزيقية.
لقد تم تغيير أساليب تفكيرنا وسلوكنا، وطغتْ أنماط التفكير القديمة البالية؛ فالمطلوب بالنسبة لكل المنطقة، المحافظة على المجتمعات المدجّنة التي يحكمها فقه القطيع (دينا ونيا)، حيث يُحظّر على الأفراد التفكير بحرية، وممازسة حق الاختلاف.
لقد فقّستْ بيوض الأفاعي في الجيوب، وأسرّة الأطفال، والخزائن والصدوع، مما يسّر للعدو التسلل والتسرّب من ثقوب الأسوار والثياب والجدران.
كل ما نعيشه هو نتاج ثقافة منحطة متخلفة أفرزت هذه التفاهات التي نعيشها، والتي أدت إلى التشوّه الذي يفني أقوى الدول.
لابد من الاعتراف لمن خطط ونفذ هذه الخطّة بالنجاح؛ نجاح من أجرى العملية لكن مريضه مات.