عِـتَابُ الـدَّارِ
صبري مقلد | مصر
ببـيتي القديـمِ تصيـحُ الجوانبُ
أمـازلتَ تلـهـثُ خلفَ المواكبْ؟!
|||
أراكَ نـسيتَ عـنـاقـيدَ سـَعد،
وتجري؛ لتدركَ سربَ الكواكبْ
|||
وأوجعتَ قلبَ ديارٍ بهجـرٍ
وشريانُ عمرِك كالبئرِ ناضِبْ
|||
وزهـرُ الأمانيَّ فوقَ جِداري،
به الآن تلهُو صِغارُ الـعنـاكبْ
|||
هـُنا كُوَّةُ الحُلمِ، تحيَا انتـظارًا
وتحسبُ أنَّكَ في العيدِ آيبْ
|||
يميلُ الجدارُ ويرهفُ سمعـًـا
لصوتِ خطاكَ، يبيتُ يُراقبْ
|||
فمازالَ يحفـظُ نقشـًا جَليَّــًا
لباقاتِ صدقٍ كماءٍ تَسـاكبْ
|||
وأسرارُ عشقٍ على الرًَفِ نامَت
كنَومِ الجياعِ بِـحضنِ الـمتاعِبْ
|||
ومصباحُ «زيتٍ» يجفِّـفُ دمعـًا
فأعماهُ هجرُ السنيـنَ الجدائـبْ
|||
قعِـيدً علـى سُـلَّمٍ قد حَـنــاهُ
صعودُكَ تلقَى نَسيمَ الـمَغاربْ
|||
ومِـنْ فوقِ سقفِ جَريدٍ كَتومٍ
نسجتَ الغَرامَ، ركبتِ السحائبْ
|||
تُـغـازلُ بدرًا ، كَـمُـهـرٍ حَـرُونٍ
ونجماتِ صيفٍ، ظِـبَـاءً لعَائـبْ
|||
أثُمَّ إذا مَا طويـتَ الـحكايـا،
إلى الزًِيرِ كُـنتَ تَـغّبُّ السلاسبْ؟!
|||
فـتشربُ سـعــدًا وودًّا زُلَالًا
لـترويَ بـالحُبٍّ غَرسَ الرغائبْ
|||
وفوقَ حصيـرِ الليالي الـعِـجَافِ
توسَّدتَ صبرًا، هزمتَ المصاعِبْ
|||
فـماذا تَـبـَقَّـى مِــنَ الدَّارِ إلا
رُكامٌ لِـمَـاضٍ، و ذكرى تُـغَـالِبْ؟!
|||
وشـباكُ أمـسـِكَ يَـأبَى انفِـراجـًا،
يُعَـشِّشُ فـيهٍ ظَلامٌ الـعَواقِـبْ
|||
يلوذُ بِـصَمــتٍ أمـَـامَ نِــدائــي
يقولُ: دعُوني؛ سَـئِـمـتُ أعاتِـبٍْ
|||
فَمَنْ شاءَ عَهديَ أهلًا وسهلًا
ومنْ رامَ هَجرًا فتِـلكَ المراكبْ.